تستعد الجزائر في مطلع نوفمبر المقبل لإطلاق أول إصدار من الصكوك السيادية في تاريخها، بقيمة تقدر بنحو 296 مليار دينار جزائري (2.3 مليار دولار)، في خطوة تعد محطة محورية ضمن مساعي الحكومة لتنويع مصادر التمويل بعيدا عن الاعتماد التقليدي على النفط والغاز.
ووفق معطيات رسمية، فإن عملية الاكتتاب ستبدأ في 2 نوفمبر المقبل وتستمر شهرين كاملين، على أن تتاح للمواطنين الجزائريين سواء داخل البلاد أو في الخارج، مع استبعاد المستثمرين الأجانب من المشاركة.
وسيتم ربط هذه الصكوك بأصول عقارية مملوكة للدولة، ما يمنحها صفة الأمان والجدوى الاستثمارية، كما ستمنح للمكتتبين عائدا إيجاريا ثابتا بنسبة 6% سنويا على مدى سبع سنوات.
وتأتي الخطوة في إطار إصلاحات اقتصادية شاملة، ينظر إليها كإشارة واضحة إلى رغبة السلطات في تعزيز حضور التمويل الإسلامي وتوسيع قاعدة المستثمرين، خصوصا من خارج القطاع المصرفي التقليدي.
وفي سياق متصل، نقلت الإذاعة الجزائرية شهر مايو الماضي عن رئيس قطب الصيرفة الإسلامية بالقرض الشعبي الجزائري سفيان مزاري، أن إجمالي ودائع الصيرفة الإسلامية بالبنوك الجزائرية بلغ حوالي 900 مليار دينار جزائري (نحو 7 مليارات دولار).
وأوضح مزاري أن نشاط الصيرفة الإسلامية في الجزائر عرف تطورًا ملحوظًا منذ صدور الإطار التنظيمي الخاص به عام 2020، حيث ارتفعت حجم التعاملات بنسبة تقارب 25% خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وأشار أيضا إلى أن 12 بنكا في الجزائر تقدم اليوم منتجات مالية إسلامية، بينها بنكان يعتمدان بشكل كامل على هذا النظام، في حين تتيح عشرة بنوك أخرى هذه الخدمات عبر نوافذ متخصصة.
يذكر أن القطاع المالي الإسلامي، سجل نموا ملحوظا، مع توسع نشاطه في أسواق جديدة في آسيا وإفريقيا، ليصل حجمه نحو 3.9 تريليونات دولار في عام 2024.
الجزائر تحتل المركز 85 في مؤشر السعادة العالمي
