أعربت الجزائر عن قلق متزايد إزاء تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية في مالي واقترابها من العاصمة باماكو، محذرة من تداعيات أمنية وإنسانية محتملة على حدودها الجنوبية، في ظل أزمة وقود وحصار يفاقم معاناة المدنيين داخل الأراضي المالية.
وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال مؤتمر صحافي بالجزائر العاصمة، إن الأمن الجزائري مرتبط عضويا بأمن واستقرار منطقة الساحل، مؤكدا أن بلاده كانت من أبرز المدافعين عن وحدة مالي ومتابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة الموقع بالجزائر عام 2015.
وأشار إلى أن انسحاب السلطات المالية من الاتفاق قبل نحو عامين أدى إلى تفاقم الوضع وإتاحة المجال أمام تمدد الجماعات المتشددة.
وتواجه مالي وضعا ميدانيا صعبا، إذ تتحدث تقارير محلية عن تقدّم مقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة إياد أغ غالي باتجاه باماكو، وسط حصار خانق للوقود خلّف شللا واسعا في العاصمة وعجزا متزايدا لدى الجيش عن حماية السكان.
ويلوح في الأفق خطر نزوح جديد نحو دول الجوار، لا سيما موريتانيا وكوت ديفوار، بينما تخشى الجزائر من استغلال المجموعات المسلحة هذه التحركات للتسلل عبر الحدود المشتركة طويلة الامتداد بين البلدين. وتشير تقارير متطابقة إلى عبور ما لا يقل عن ثلاثة آلاف لاجئ خلال الأسابيع الأخيرة، ما يضع ضغوطاً إضافية على الدول المستقبلة في ظل محدودية الموارد.
وكانت العلاقات الجزائرية – المالية قد شهدت توترا في الأشهر الماضية، على خلفية حادث إسقاط طائرة عسكرية مالية فوق الصحراء، ما أدى إلى تعليق جزء من آليات التعاون الحدودي بين البلدين.
مالي.. اختطاف معارضين بارزين وسط تشديد قبضة المجلس العسكري
