احتلت الجزائر المرتبة الثالثة عالمياً في احتياطات غاز الهيليوم النادر بـ8.2 مليار م³، وفق تقرير دولي، ويُستخدم هذا المورد الحيوي في الصناعات المتقدمة كالطب والفضاء والإلكترونيات، وتمتلك الجزائر إمكانات هائلة لتعزيز اقتصادها من خلال التصدير وتطوير الصناعات المحلية.
كشف تقرير صادر عن مجلة “فرونتيرز إن إنفيرنمنتل سيانس” العلمية المتخصصة أن الجزائر تحتل المرتبة الأولى إفريقياً والثالثة عالمياً في احتياطات غاز الهيليوم النادر، بإجمالي 8.2 مليار متر مكعب، مما يعزز موقعها كفاعل رئيسي في السوق العالمية لهذا المورد الاستراتيجي.
ووفقاً للتقرير، تتصدر الولايات المتحدة القائمة العالمية باحتياطات تبلغ 20.6 مليار متر مكعب، تليها قطر بـ10.1 مليار متر مكعب، ثم الجزائر، حيث يشكل البلدان الثلاثة معاً 93% من الإمدادات العالمية.
ويستخرج الهيليوم في الجزائر مصاحباً للغاز الطبيعي من حقل “حاسي الرمل” العملاق، مما يمكن البلاد من تعزيز صادراتها في سوق عالمية يقدر حجمها بـ4.1 مليار دولار عام 2024، مع توقعات ببلوغها 6.06 مليار دولار بحلول 2030.
يوضح الخبير الاقتصادي عبدالكريم بوفروة أن الجزائر “قد تواجه تحديات في استغلال هذه الاحتياطات بسبب نقص الإمكانات التكنولوجية”، داعياً إلى “تعزيز الشفافية في العقود وتطوير الصناعات المحلية ذات القيمة المضافة”.
من جهته، يشير الناشط السياسي حليم بن بعيبش إلى أن “غالبية الإنتاج الحالي يُوجّه للتصدير نظراً لمحدودية الاستغلال المحلي”، معرباً عن أمله في أن “تساهم العائدات في تنعيش الخزانة العامة إذا ما أُدير هذا المورد بعقلانية”.
يُستخدم الهيليوم في قطاعات حيوية مثل الطب والطيران والتبريد العميق والحوسبة الكمومية، مما يفتح آفاقاً جديدة للجزائر لتطوير صناعات تكنولوجية متقدمة، وتعزيز موقعها في الأسواق العالمية، والمساهمة في تأمين الإمدادات الدولية لهذا المورد الحيوي الذي يشهد طلباً متزايداً على المستوى العالمي.
سفير الجزائر في روما ينال جائزة “مارزاني” العالمية
