05 ديسمبر 2025

احتلت الجزائر المرتبة الثالثة عربياً والتاسعة إفريقياً في شبكات الطرق لعام 2025 بإجمالي 141,500 كم. هذا التصنيف يُظهر تطور البنية التحتية الذي يدعم التنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي، خاصة مع مشاريع عملاقة مثل الطريق السيار شرق-غرب والطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بغرب إفريقيا.

حجزت الجزائر مكاناً متقدماً في التصنيف العالمي لشبكات الطرق لعام 2025 الصادر عن موقع “World Population Review”، حيث احتلت المرتبة التاسعة على مستوى القارة الإفريقية والثالثة عربياً، بإجمالي أطوال طرق بلغ 141,500 كيلومتر. يمثل هذا الإنجاز مؤشراً على التوسع الكبير في البنية التحتية للنقل وتحسين شبكة الربط البري على المستوى الوطني.

ويُعد هذا التقييم الذي يغطي أكثر من 190 دولة، معياراً هاماً لقياس مستوى التنمية الاقتصادية، والقدرة على تحقيق الربط الجغرافي، وتحفيز حركة التجارة والاستثمار.

تمكنت الجزائر، رغم مساحتها الشاسعة وتنوع تضاريسها بين السواحل والجبال والصحراء، من تطوير شبكة نقل متقدمة تغطي معظم ولايات البلاد.

ويأتي في صدارة هذه الإنجازات مشروع الطريق السيار شرق-غرب، الذي يمتد على أكثر من 1,216 كيلومتراً، ليسجل كأحد أكبر مشاريع النقل في إفريقيا.

يربط هذا المشروع الحيوي بين الحدود التونسية والمغربية، ماراً بمحافظات اقتصادية محورية مثل الجزائر العاصمة، سطيف، قسنطينة، وهران وتلمسان.

كما يشكل الطريق العابر للصحراء دعامة أساسية لمشاريع التكامل الإفريقي، حيث يربط الجزائر بنيجيريا عبر النيجر على مسافة تزيد عن 4,800 كيلومتر، مما يجعله ممراً إستراتيجياً للتجارة بين شمال القارة وجنوبها.

لا يقتصر دور هذه الشبكة الطرقية على كونها بنية تحتية للنقل فحسب، بل تمثل ركيزة اقتصادية تسهل تنقل البضائع، وتخفض كلفة الشحن الداخلي، وتفتح المجال أمام استثمارات جديدة في الخدمات اللوجستية والصناعات التحويلية والزراعة.

كما تسمح هذه الشبكة بتقليص الفوارق التنموية بين الشمال الساحلي والمناطق الداخلية، في انسجام تام مع التوجه الحكومي نحو اللامركزية الاقتصادية وربط المناطق النائية بشبكة الموانئ والمطارات.

عربياً، تصدرت السعودية الترتيب بـ 321,259 كيلومتراً من الطرق، تليها مصر بـ 165,521 كيلومتراً، ثم الجزائر. إفريقياً، تتصدر جنوب إفريقيا المشهد تليها كينيا ثم نيجيريا وتنزانيا وإثيوبيا ومصر والكونغو الديمقراطية وأوغندا، ثم الجزائر في المرتبة التاسعة.

ويشير التقرير إلى أن الدول المتقدمة في هذا التصنيف تعتمد على رؤية اقتصادية تربط مشاريع الطرق بالتنمية الصناعية والتجارية، وهي المقاربة نفسها التي تتبناها الجزائر حالياً في إطار مشاريعها المندمجة للنقل والمناطق اللوجستية.

عالمياً، تبرز العلاقة الوثيقة بين قوة الاقتصاد واتساع شبكة الطرق، حيث تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى بشبكة طرق تمتد على 6.6 ملايين كيلومتر، تليها الهند بـ 6.4 ملايين كيلومتر، فالصين بـ 5.2 ملايين كيلومتر.

يرى محللون أن هذا الإنجاز يضع الجزائر في موقع مؤهل للعب دور محوري في المبادلات التجارية الإقليمية، خاصة في ظل تنامي المبادلات داخل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.

كما أن تطور البنية التحتية للطرق يعزز من تنافسية الموانئ الجزائرية الجديدة، ويسهم في تقليص كلفة النقل الداخلي، ما ينعكس إيجاباً على الأسعار والقدرة التصديرية.

وبالنظر إلى طبيعة التحول الاقتصادي الجاري في البلاد، فإن توسع شبكة الطرق يمثل أحد المحركات الرئيسية لتنويع الاقتصاد وتقليص التفاوتات الجهوية، ضمن رؤية استراتيجية تضع البنية التحتية الذكية والمستدامة في صلب أولوياتها.

الصين تشيد بعمق وتطور العلاقات مع مصر

اقرأ المزيد