أُسدِل الستار على قضية الباحث الجزائري محمد الأمين بلغيث بعد رفض المحكمة العليا طعن فريق دفاعه، ليصبح الحكم نهائياً في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الأشهر الماضية.
أعلن محامي الباحث الجزائري محمد الأمين بلغيث، توفيق هيشور، أن القضية استنفدت مسارها القضائي بعد رفض المحكمة العليا الطعن بالنقض، ما يجعل العفو الرئاسي الخيار الوحيد المتاح.
وأوضح أن الحكم النهائي كان العائق الأساسي أمام إدراج اسم موكله في مبادرات سابقة، داعياً الرئيس إلى التدخل مراعاةً لسيرته الأكاديمية وانتمائه لعائلة ثورية، ولا سيما مع تزامن التطور القضائي مع ذكرى 11 ديسمبر.
وعاد الملف إلى واجهة النقاش بعد العفو الرئاسي عن الكاتب بوعلام صنصال، إذ طالبت شخصيات سياسية موالية للسلطة بتوسيع إجراءات التهدئة لتشمل بلغيث والصحافي عبد الوكيل بلام.
وبرز نداء رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة الذي رأى أن الظرف السياسي مناسب لتعزيز اللحمة الوطنية. كما دعا حزب صوت الشعب إلى تعميم مسار التهدئة ليشمل أكاديميين وإعلاميين.
وفي المقابل، تبنّت حركة مجتمع السلم موقفاً متحفظاً معتبرة أن العفو عن صنصال أثار التباساً يستدعي التوضيح، لكنها شددت على ضرورة شمول التهدئة كل من عبّر عن آرائه سلمياً.
وجاء الجدل المتجدد مع وصول قضية بلغيث إلى حكم نهائي، عقب تصريحاته المثيرة للجدل حول “الأمازيغية” خلال مقابلة في “سكاي نيوز عربية”، والتي رأى منتقدون أنها تمس وحدة الهوية الوطنية، وقد أدت التصريحات إلى موجة انتقادات واسعة ولامست العلاقات الجزائرية – الإماراتية بعد هجوم التلفزيون الجزائري على القناة.
وفي يوليو الماضي قضت محكمة الدار البيضاء بسجن بلغيث خمس سنوات بتهم تتعلق بخطاب الكراهية والمسّ بالوحدة الوطنية، قبل أن تُخفَّف طبيعة التهم لاحقاً إلى جنح.
ودافع بلغيث خلال التحقيقات مؤكداً أن القناة حذفت عبارات من حديثه وأخرجت تصريحاته من سياقها، مشيراً إلى أن بعض الإجابات جاءت استناداً إلى دراسات تاريخية قديمة، وأن وصفه لـ”الحركى” في فرنسا كان موجهاً لفئة محددة لا لكل المهاجرين.
الجزائر تبدأ خطوات قانون تجريم الاستعمار وسط توتر متصاعد مع فرنسا
