في وقت تتسابق فيه العديد من الدول العربية نحو التوسع الصناعي والطاقي، سجلت الجزائر مفاجأة بيئية لافتة خلال عام 2024، بتسجيلها أكبر نسبة تراجع في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المستوى العربي، لتبلغ 256.9 مليون طن، بانخفاض قدره 4.1% مقارنة بعام الذروة 2023 (267.3 مليون طن).
ويضع هذا التراجع الجزائر في مقدمة الدول العربية التي تسير عكس تيار التصاعد الكربوني في المنطقة، حيث سجلت خمس دول عربية زيادات متفاوتة، على رأسها السعودية بـ738.1 مليون طن، تليها الإمارات (358.3 مليون طن) والعراق (342.8 مليون طن)، وهي أرقام تعكس استمرار اعتماد هذه الاقتصادات على الصناعات الثقيلة والطاقة الأحفورية.
وفي المقابل، سجلت مصر انخفاضا طفيفا بنسبة 1.4% إلى 270.6 مليون طن، بينما شهدت الكويت تراجعا هامشيا بـ0.6%، أما قطر وسلطنة عمان، فواصَلتا مسارهما التصاعدي، في حين لم تشهد انبعاثات المغرب أي تغيير، مستقرة عند 73.6 مليون طن.
وتأتي هذه التحولات الإقليمية في سياق عالمي مقلق، إذ ارتفع إجمالي الانبعاثات الكربونية إلى 40.81 مليار طن خلال العام 2024، تقودها الصين (12.53 مليار طن) والولايات المتحدة (5.11 مليار طن)، وسط تحذيرات من تسارع الاحترار المناخي دون التزامات جادة بخفض الانبعاثات.
وتحتل الدول العربية مجتمعة وفق بيانات “غلوبال كربون بروجيكت”، المرتبة الخامسة عالميا في انبعاثات الكربون، بعد الصين والهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ورغم امتلاكها لثروات طاقية ضخمة، تفتقر غالبية الدول العربية إلى استراتيجيات متقدمة للتخلص التدريجي من الكربون، باستثناء محاولات محدودة في شمال إفريقيا.
أكثر من 30 مليار دولار قيمة مشاريع قطاع المقاولات التركية في ليبيا
