05 ديسمبر 2025

حكمت محكمة جزائرية بسجن وزيرين سابقين للاتصال 8 و4 سنوات في قضية فساد بالوكالة الوطنية للإشهار، وتواصل الجزائر جهودها للاستجابة لمتطلبات مجموعة العمل المالي الدولية للخروج من “القائمـة الرمادية” لمكافحة غسل الأموال، رغم الإشادة بالإصلاحات التشريعية التي قامت بها.

أصدرت محكمة جزائية اقتصادية في العاصمة الجزائرية أحكاماً قضت بسجن وزيرين سابقين للاتصال بتهمة الفساد في قضية تعود إلى الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، وذلك في وقت تواصل فيه الجزائر جهودها للاستجابة لمتطلبات “مجموعة العمل المالي” الدولية سعياً للخروج من قائمتها الرمادية.

قضت “محكمة القطب الجزائي الاقتصادي والمالي” بالعاصمة الجزائرية بسجن الوزير الأسبق للاتصال جمال كعوان والمدير العام الأسبق للوكالة الوطنية للنشر والإشهار أمين شيكر لمدة ثماني سنوات سجناً نافذاً، بينما حكمت على الوزير الأسبق حميد قرين بأربع سنوات سجناً نافذاً.

وتراوحت الأحكام الصادرة ضد مديري الفروع الأخرى بين خمس سنوات سجناً نافذاً وحالات براءة، مع فرض غرامات مالية كبيرة ومصادرة للأرصدة البنكية للمدانين.

تعود وقائع هذه القضية إلى الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2019، حيث كشفت تحقيقات الشرطة القضائية عن تجاوزات جسيمة تمثلت في منح مساحات إعلانية عمومية لصحف صغيرة جداً أو حتى وهمية وغير موجودة أصلاً.

وقد وصفت النيابة هذه التصرفات بأنها “سوء استغلال للوظيفة وتبديد للأموال العمومية”، مع الإشارة إلى وجود “محسوبية في اختيار العناوين الصحافية المستفيدة”.

وأثناء المحاكمة التي جرت في منتصف أكتوبر الجاري، أكد بعض المتهمين أنهم تصرفوا في توزيع الإشهار “بناء على تعليمات فوقية”، مما يشير إلى إمكانية وجود مستويات أوسع من المسؤولية في الإدارة الحكومية.

وتشير التقديرات إلى أن هذا الملف يعكس استراتيجية لتوزيع المال العام عبر توسيع حصص الإعلانات لوسائل إعلام محددة، مما يعزز فكرة استخدام الولاء السياسي كمعيار أساسي للتخصيص.

على صعيد متصل، ما تزال الجزائر مدرجة في “القائمة الرمادية” لمجموعة العمل المالي منذ أكتوبر 2024، رغم الإشادة الدولية بالجهود التي تبذلها البلاد والإصلاحات التشريعية والتنظيمية التي قامت بها.

وقد رفعت المجموعة الدولية في ختام اجتماعها بباريس مؤخراً توصيات للجزائر تؤكد على ضرورة مواصلة العمل لتعزيز تحديد المستفيدين الحقيقيين من الشركات لضمان الشفافية، وتوسيع الرقابة على القطاع غير المالي، وتحسين الشفافية في التحويلات المالية عبر الحدود، مع مراقبة التحويلات غير الرسمية.

وفي إطار الجهود المبذولة للاستجابة للمتطلبات الدولية، قامت الجزائر بعدة إجراءات تشمل إصدار قانون جديد للوقاية من غسل الأموال ومكافحته، وتحديث الأطر التنظيمية لبنك الجزائر، وتوقيع اتفاقيات تعاون بين الجهات المعنية.

كما تم توقيع اتفاقية مشتركة بين المديرية العامة للشرطة و”وحدة معالجة المعلومات المالية” بوزارة المالية في سبتمبر الماضي، إلى جانب إبرام شراكات أخرى بين بنك الجزائر ووزارة العدل وهيئة مراقبة عمليات البورصة.

يأتي هذا في وقت شطبت مجموعة العمل المالي أربعة بلدان إفريقية من قائمتها الرمادية، بينما تواصل الجزائر العمل لتحقيق متطلبات الخروج من هذه القائمة، في مسعى لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وغسل الأموال.

الجزائر تستضيف المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي

اقرأ المزيد