05 ديسمبر 2025

وقع حادث اشتباك مسلح عند نقطة تفتيش تابعة للدرك الوطني الجزائري، قرب مدينة تمنراست في الجنوب الغربي للبلاد، ما كشف عن تصاعد التوتر بين القوات العسكرية والأمنية في المنطقة الحساسة.

وأكدت مصادر محلية وأمنية أن عناصر الدرك حاولوا اعتراض وتفتيش قافلة عسكرية مشبوهة، تتألف من ثلاث شاحنات مغطاة ومركبات أخرى، يرافقها جنود، كانت متجهة جنوباً دون تصريح رسمي، ما أثار شكوكاً حول طبيعة المهمة التي تقوم بها هذه القافلة. وأشار سكان محليون وعناصر من القوات المحلية إلى أن القافلة تحركت ليلاً عبر طرق غير رسمية، ما دفع قوات الدرك إلى اتخاذ إجراءات المراقبة.

ورغم محاولات عناصر الدرك لتفتيش الحمولة، أصر ضباط الشرطة الوطنية، الذين كانوا ضمن القافلة، على رفض التفتيش معللين موقفهم بأنهم “في مهمة سرية”، ما أدى إلى تصاعد حاد في التوترات بين الجانبين، وأسفرت المواجهة عن تبادل إطلاق نار محدود، وأبلغت تقارير أمنية عن إجلاء بعض الجرحى بشكل سري إلى منشآت طبية في تمنراست وأدرار.

ولم تُسلط الحادثة اهتماماً إعلامياً واسعاً، لكنها كشفت عن تصاعد التوترات بين قوات الجيش والدرك، خاصة بين الأخيرة وبعض الوحدات الخاصة المرتبطة بالمخابرات الجزائرية والتي تتبع مباشرة القيادة العسكرية العليا بقيادة الجنرال سعيد شنقريحة.

وفي تعليق له، قال عقيد جزائري سابق يعيش في المنفى، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن الجنوب الجزائري بات “منطقة رمادية استراتيجية”، مشيراً إلى وجود قنوات إمداد عسكرية ومالية غير معلنة تمتد إلى دول الساحل مثل شمال مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، وأضاف أن بعض الضباط يتمتعون باستقلالية شبه تامة، مدعومة بمناصبهم داخل المؤسسة العسكرية.

تتزامن هذه التطورات مع تقارير سرية تسربت إلى وزارات الخارجية والأجهزة الأمنية الغربية، التي تحذر من دور غامض للجيش الجزائري في منطقة الساحل، حيث يُشتبه في تقديم دعم عسكري ولوجستي لبعض الفصائل المسلحة في شمال مالي، تشمل جماعات الطوارق الانفصالية وعناصر إسلامية، وذلك كجزء من حملة غير مباشرة تهدف إلى مواجهة الوجود الفرنسي والمصالح الغربية في غرب إفريقيا.

وتحولت مدن مثل برج باجي مختار وتمنراست وعين قزام إلى مراكز حيوية وحساسة، تشهد تدفقات متزايدة للهجرة غير الشرعية، والتهريب، والاتجار بالأسلحة، بالإضافة إلى عمليات عسكرية عابرة للحدود، يُعتقد أنها تتم تحت غطاء مصالح أمنية وسياسية للدولة الجزائرية في المنطقة.

الجزائر وروسيا تعززان شراكتهما الاستراتيجية في مجالات متعددة

اقرأ المزيد