السلطات الجزائرية نشرت وحدات أمنية بشكل مكثف في العاصمة ومحاورها الرئيسية، منذ مساء أمس الخميس ، تحسبا لدعوات غير معلنة المصدر للتظاهر اليوم الجمعة.
ويأتي التحرك الأمني في ظل تصاعد القلق الرسمي من احتمال تجدد مظاهرات “الحراك الشعبي”، الذي توقّف منذ 2021 بعد أن أدى سابقا إلى استقالة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة في أبريل 2019.
وتركز انتشار قوات الأمن في شوارع حساسة مثل “ديدوش مراد” و”ساحة البريد المركزي”، إضافة إلى تعزيز نقاط التفتيش على الطرق السريعة، حيث جرى توقيف وتفتيش عدد من السيارات للتحقق من حمل شعارات أو مواد مناوئة للسلطات.
ورصدت الأجهزة الأمنية على مدار الأسبوع السابق، دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد سياسات الحكومة، خاصة في ملفات الحريات العامة والوضع الاقتصادي. و
وفق مصادر حقوقية، شملت الإجراءات الأمنية اعتقال عدد من النشطاء المشتبه بتورطهم في الترويج لوسم “#انزل_إلى_الميدان”، قبل الإفراج عنهم بعد توقيع تعهدات بعدم المشاركة في التظاهرات.
ويرتبط هذا التوتر بهواجس عودة البلاد إلى أجواء “العشرية السوداء”، وهي فترة العنف المسلح في تسعينيات القرن الماضي، ويشير مراقبون إلى تصاعد مشاعر الإحباط لدى قطاعات من الشارع بسبب تراجع الحريات وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وفي المقابل، أطلق موالون للسلطة حملة تحذيرية تتهم “جهات مجهولة بتمويل تحركات فوضوية”، ونشروا بيانا باسم “رابطة الوطن” يدعو المواطنين، خصوصا فئة الشباب، إلى التصدي لما وصفوه بـ”المخططات العدائية” بـ”الوعي والانضباط”.
وتزامنت حالة التأهب الأمني مع خطاب رسمي حاد أدلى به الفريق أول سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع الوطني بالنيابة، خلال إحياء “اليوم الوطني للجيش”، أكد فيه التزام المؤسسة العسكرية بالحفاظ على وحدة الدولة ومكافحة الإرهاب، مشيدا بدور “المجاهدين” والجيش في صد محاولات زعزعة استقرار البلاد.
الجزائر تدعو إلى مشروع وطني للمصالحة في ليبيا دون تدخل خارجي
