05 ديسمبر 2025

كشفت الاختصاصية النفسية زهرة فاسي أن عدد مدمني المخدرات في الجزائر بلغ 3 ملايين، مما زاد العنف والإجرام، وطالبت ببرامج توعوية في المدارس وأدوار للمساجد لمواجهة هذه الآفة، وذكرت المديرية العامة للأمن الوطني أنها حجزت كميات كبيرة من المخدرات مؤخراً.

أثارت تصريحات الاختصاصية النفسانية والتربوية زهرة فاسي جدلاً واسعاً حول حجم أزمة المخدرات في الجزائر بعد كشفها عن بلوغ عدد المدمنين ثلاثة ملايين شخص، محذرة من تداعياتها الخطيرة على الأمن المجتمعي، وربطتها بأحداث العنف الأخيرة التي هزت البلاد.

وأوضحت فاسي أن الانتشار غير المسبوق لمختلف أنواع المخدرات وسع دائرة الاستهلاك ل تشمل القصر والبالغين على حد سواء، معتبرة أن تداعيات الإدمان انعكست سلباً على الوضع الأمني المجتمعي، مما أدى إلى تفشي العنف الأسري والاجتماعي وازدياد وتيرة الإجرام، بما في ذلك جرائم القتل العمد باستخدام السيوف والخناجر، وظهور ما يعرف بحرب عصابات الأحياء والطرقات.

وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع إعلان المديرية العامة للأمن الوطني عن حصيلة قياسية لمكافحة المخدرات في الثلاثي الثاني من عام 2025، حيث تمكنت المصالح الأمنية من حجز كميات كبيرة بلغت 2 طن و610 كيلوغرامات و886 غراماً من مخدر القنب الهندي، بالإضافة إلى 5 ملايين و557 ألفاً و86 قرصاً من المؤثرات العقلية، إلى جانب 100 كيلوغرام و871 غراماً من الكوكايين و926 غراماً من الهيروين.

وشددت المختصة النفسانية على أهمية تضافر الجهود عبر ثلاث مؤسسات رئيسية، حيث دعت إلى إبرام حصص توعوية دورية في المدارس بتأطير أطباء مختصين، وحثت الأولياء على تعزيز المراقبة الأسرية وربط جسور التواصل مع المؤسسات التعليمية، كما أكدت على ضرورة قيام المساجد بدورها في ربط الخطاب الديني بالواقع المعيش والتحذير من آفات المخدرات.

من جانبه، أوضح رياض سالمي، عضو جمعية ولاية العاصمة لمحاربة المخدرات، أن عمل الجمعيات يرتكز على محورين أساسيين: يتمثل الأول في التوعية المباشرة عبر التقرب من الشباب في مختلف الفضاءات، بينما يرتكز الثاني على تنظيم أنشطة تربوية ورياضية تمكن الشباب من اكتشاف مواهبهم وتستبدل الفراغ بأنشطة مفيدة.

وأشارت المختصة فاسي إلى أن ظاهرة العنف المرتبطة بالمخدرات تعزى جزئياً إلى عجز الشباب المدمن العاطل عن العمل عن تمويل إدمانه بسبب ارتفاع الأسعار، مما يدفعه إلى اللجوء للسرقات والسطو على المحلات، وهو ما يفسر تزايد حوادث العنف التي يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

تبقى أزمة المخدرات في الجزائر بتداعياتها الأمنية والاجتماعية اختباراً حقيقياً يتطلب مواجهة شاملة تعالج الجذور الاجتماعية والاقتصادية لهذه الآفة، إلى جانب تكثيف الجهود الأمنية والتوعوية للحد من انتشارها.

الجزائر تتجه نحو المدرعات الصينية في خطوة لتحديث ترسانتها العسكرية

اقرأ المزيد