27 أبريل 2025

الجراد الصحراوي يعود ليضرب مجدداً مناطق الجنوب الليبي، وسط مخاوف متصاعدة من تكرار كوارث زراعية سابقة، بعد أن غزت أسراب كثيفة من الحشرة المدمّرة واحات تراغن ومرزق، مما وضع المزارعين في سباق يائس لإنقاذ محاصيلهم.

ووفق تقرير نشرته وكالة “فرانس برس”، تواجه المنطقة خطراً فعلياً على أمنها الزراعي، حيث تهدد موجة الجراد الواسعة المحاصيل والنباتات، في وقت تسابق فيه فرق المكافحة الزمن عبر حملات رش مكثفة.

ولكن ما يزيد القلق هو أن الضرر لا يقتصر فقط على أسراب الجراد الطائر، بل يشمل البيض الذي تتركه والذي يبدأ بالتفقيس، مشكّلاً موجة ثانية من الخطر.

وفي واحة تراغن، عبّر المزارع محمد أرحم جده عن حجم المعاناة قائلاً: “نحن نعاني من آفة الجراد منذ أكثر من خمسة وعشرين يوماً، ورغم مرور الأسراب، فإن الأشد ضرراً اليوم هو البيض الذي يفقس ويتسبب بخسائر كبيرة في الزراعة”.

ويواجه المزارعون في مرزق، الواقعة على بعد نحو 900 كلم جنوب طرابلس، الواقع ذاته، وسط ضعف الإمكانيات وصعوبة السيطرة على الانتشار السريع لليرقات.

وفي محاولة للاستجابة، أطلقت السلطات حملة وطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، وقال المتحدث الرسمي باسم الحملة، المهدي محمد التارغي: “هذه هي الزيارة الثانية لمواقع زراعية تشهد انتشاراً للحشرة، نحن نتابع الآن مرحلة اليرقات بعد التفقيس، وهي الأخطر، حيث نشهد توسعاً جغرافياً خطيراً يتطلب تحركاً عاجلاً للسيطرة”.

ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان كارثة العام 2012، حين ضربت أسراب الجراد مناطق جنوبية من ليبيا مثل غدامس، مهددة الإنتاج الزراعي المحلي، واليوم، ومع عودة نفس الظاهرة، يبدو أن التحدي يتجدد، في ظل الحاجة الملحة لاستجابة فعّالة تمنع تكرار سيناريوهات الخسارة.

اقرأ المزيد