تجدد الجدل في المغرب حول ضريبة الثروة التي طرحت مجددا في نقاشات مشروع قانون المالية لعام 2026، بعد أن أكدت وزارة الاقتصاد والمالية أن فرض مثل هذه الضريبة يتطلب دراسات معمقة لضبط الفئات المستهدفة وتقدير تأثيرها على الاقتصاد الوطني.
وفي وثيقة رسمية ردا على تساؤلات أعضاء البرلمان، أوضحت الوزارة أن “ضريبة الثروة تبقى موضوع نقاش عالمي مستمر تتباين حوله المواقف بين مؤيد يرى فيها أداة لتحقيق العدالة الاجتماعية، ومعارض يخشى من آثارها السلبية على مناخ الاستثمار”.
وأكدت الوزارة أن أنصار الضريبة يرون أنها آلية فعالة لإعادة توزيع الثروات وتقليص الفوارق الاجتماعية، خصوصا في ظل ارتفاع كلفة المعيشة واتساع الفجوة بين الطبقات.
وفي المقابل، يحذر رجال الأعمال والاقتصاديون من أن فرضها قد يدفع كبار المستثمرين إلى نقل أموالهم وشركاتهم إلى الخارج، ما قد يؤدي إلى تراجع الاستثمارات وفرص العمل داخل البلاد.
وتشير التقديرات إلى أن أي ضريبة على الثروة في الاقتصاد المغربي الذي يعتمد على دينامية القطاع الخاص يجب أن تدرس بدقة لتفادي نزيف رؤوس الأموال وهجرة الكفاءات المالية.
وأوضحت وزارة المالية أن هناك صعوبات عملية في تحديد الأصول الخاضعة للضريبة، سواء كانت عقارات، أو منقولات، أو أسهما، أو مجوهرات، أو تحفا فنية، مشيرة إلى أن عملية التقييم العادل والمعتمد لكل عنصر “معقدة وتحتاج إلى أجهزة رقابية متخصصة”.
كما حذرت من أن بعض الأثرياء قد يلجأون إلى تحايلات مالية عبر نقل الملكيات إلى شركات أو أطراف أخرى، ما يجعل تتبع الثروة ومراقبتها مهمة شاقة حتى في ظل الرقمنة.
وفي توضيح لموقفها الرسمي، قالت الوزارة إن قانون الإصلاح الضريبي المغربي لا ينص حاليًا على فرض ضريبة مستقلة على الثروة، بل يعتمد نهجًا تدريجيًا يقوم على توسيع قاعدة الضريبة على الدخل الإجمالي للأشخاص الذاتيين.
ويسمح هذا الإجراء وفق الوزارة بفرض ضريبة تصاعدية تصل إلى 37% على الدخول المتراكمة، بما يسهم في رفع مساهمة الفئات الميسورة في تمويل الميزانية العامة، وتحقيق قدر أكبر من العدالة الضريبية وإعادة توزيع الثروات.
المغرب يحافظ على موقعه بين أبرز أسواق الشركات الناشئة