في تطور مقلق للوضع الأمني، تشهد منطقة غرب ليبيا، وخاصة محيط العاصمة طرابلس، تصعيدا خطيرا في الأنشطة العسكرية، مع اندلاع اشتباكات متفاوتة بين الميليشيات المسلحة التي تسيطر على مختلف المدن في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات وسط غياب واضح للتوجيهات الحكومية، مما أسهم في عودة مشاهد الفوضى وعدم الاستقرار.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات مسلحة قدمت من مدينة مصراتة تحركت بشكل مفاجئ نحو العاصمة، حيث شوهدت أرتال من الآليات المدرعة والدبابات تتجه صوب طرابلس، في محاولة غير مشروعة للسيطرة على مواقع استراتيجية.
ولم تتلق تلك القوات، توجيهات من المجلس الرئاسي الليبي، تعرضت للتحذير من التحرك خارج إطار الشرعية، مع تأكيدات بأن مثل هذه الأفعال ستواجه بالمحاسبة الصارمة.
ولم تقتصر الاضطرابات على طرابلس فحسب، بل امتدت إلى مدينة الخمس حيث تم توثيق وصول دبابات وآليات عسكرية، ما أثار المخاوف من تصاعد العنف بين المدن المجاورة لطرابلس.
ومن جانبها، لم تصدر الحكومة الليبية أي توضيحات رسمية حول هذه التحركات، مما زاد من حدة التوتر في الأوضاع الأمنية المتردية.
وفي سياق متصل، يزداد الوضع في الزاوية سوءا بشكل ملحوظ، حيث اندلعت مواجهات عنيفة أدت إلى تدمير خزانات الوقود وأغلقت الطرق الرئيسية، مع تعليق الدراسة والنشاطات العامة بسبب الاشتباكات المستمرة.
كما أصدرت قيادات كتائب وسرايا ثوار مصراتة في ليبيا بيانا شديد اللهجة، حذرت فيه مما وصفته بـ”التحشيد العسكري الغادر” الذي تقوده القوة المشتركة والمدعومة من قوى خارجية.
وأكد البيان أن “أبناء مصراتة يقفون صفا واحدا ضد أي محاولة لفرض أمر واقع”، مشددين على أن “أي تحرك باتجاه العاصمة تحت غطاء زائف من الشرعية أو المصالحة سيقابل برد عنيف ومباشر، ولن يسمح بتمريره”.
وختم البيان بدعوة “جميع القوى الوطنية إلى التكاتف وتوحيد الصفوف في وجه ما يوصف بـالخيانة والتدخل السافر في شؤون البلاد، تحت ستار التهدئة والمصالحة”.