التنظيمات المتطرفة في إفريقيا تتجه إلى تعزيز أرباحها عبر تجارة المخدرات، مستفيدة من الظروف الأمنية الهشة والانقسامات بين الدول.
وأشار الخبراء إلى أن هذه التنظيمات أصبحت تتعاون بشكل وثيق مع عصابات الجريمة المنظمة لتسهيل دخول المخدرات وانتشارها بين الشباب، ما يعزز مكاسبها المالية ويشكل تهديداً مستمراً للأمن والاستقرار في القارة.
وأوضح الباحث السوداني المتخصص في القضايا الإفريقية، محمد تورشين، أن الفراغات الأمنية الناجمة عن الانقسامات بين كونفدرالية الساحل والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) زادت من تعقيد المشهد الأمني، حيث كانت “مجموعة الساحل الخمس” تسير دوريات مشتركة لمحاصرة المجموعات المسلحة في بحيرة تشاد حيث تنشط جماعة “بوكو حرام”، لكن بعد خروج مالي والنيجر وبوركينا فاسو من المجموعة، انعدمت هذه الجهود المشتركة.
وأضاف تورشين أن الوضع ازداد سوءاً مع تهديدات الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي، بالخروج من قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات التي تضم الكاميرون والنيجر ونيجيريا وبنين، مما يعكس فشل القوة في مواجهة تهديدات “بوكو حرام”.
وأكد أن الانقسامات الأخيرة بين الدول الثلاث و”إيكواس” جعلت من الصعب تنظيم دوريات عسكرية مشتركة، مما أتاح للجماعات المتطرفة استغلال هذا الفراغ الأمني.
وأشار الباحث إلى أن تنظيم “بوكو حرام” استفاد من هذه الانقسامات، حيث نفذ هجوماً على قاعدة عسكرية في بحيرة تشاد أواخر أكتوبر الماضي أسفر عن مقتل نحو 40 جندياً.
وردّ الرئيس ديبي على هذا الهجوم بشن عملية عسكرية أطلق عليها اسم “حسكنيت”، قادها بنفسه في منطقة بحيرة تشاد لأسبوعين، قبل عودته إلى العاصمة إنجامينا.
ويؤكد الباحث أن هذه الظروف أفسحت المجال أمام تحالف المجموعات المتطرفة مع عصابات الجريمة المنظمة، مما ساعد في انتشار المخدرات على نطاق واسع في القارة.
ويعتقد أن هذا الوضع يشكل تهديداً ليس فقط للدول الإفريقية، بل أيضاً لأوروبا التي تتأثر بهذه الأنشطة غير المشروعة، موضحاً أن تجارة المخدرات أصبحت تجارة مربحة للتنظيمات المتطرفة، إلى جانب مواد مهلوسة والاتجار بالبشر، ما أدى إلى تزايد عدد الشباب المتأثرين سلباً بهذه الأنشطة، بينما حققت التنظيمات أرباحاً ضخمة.
وتعكس هذه التحالفات الخطيرة بين التنظيمات المتطرفة وعصابات الجريمة المنظمة واقعاً صعباً على دول المنطقة، حيث تتسبب في تعقيد الأوضاع الأمنية وتحدي الجهود الرامية لمحاربة هذه الجرائم.
وتحذر هذه التطورات من أن استمرار الانقسام بين الدول الإفريقية وعدم اتخاذ خطوات جدية للتعاون الأمني قد يؤدي إلى انتشار أكبر للتنظيمات المتطرفة ونفوذها، مع ما يحمله ذلك من مخاطر على المجتمعات الإفريقية ومستقبل الأجيال القادمة.
مؤسسة بحثية أمريكية: واشنطن خسرت مكانتها في إفريقيا لصالح روسيا والصين