في ظل التحشيدات العسكرية المتزايدة، تواجه غرب ليبيا مشهدا معقدا يشهد تنافس نحو 300 ميليشيا تتصارع على النفوذ والموارد، مما يعمق المخاوف من احتمال انزلاق البلاد نحو حرب أهلية وشيكة.
ويبرز الوضع في مدينة مصراتة تحديدا، حيث تضم المدينة، الملقبة بـ”ترسانة الغرب”، أكثر من 20 ألف مسلح ومجموعة من الفصائل المسلحة مثل لواء الحلبوص وكتيبة حطين، وتمتلك هذه الفصائل ترسانة من الطائرات والدبابات، ما يجعلها قوة فاعلة في المعادلة الأمنية بالمنطقة.
ومن جهة أخرى، تظهر في مدن مثل الزاوية وصبراتة تحالفات معقدة ترتبط بشبكات التهريب، حيث يبرز تحالف البحث الجنائي كفاعل رئيسي. أما في زوارة والجيل الغربي، فتبرز الاشتباكات بين الأمازيغ والسلطات الحكومية، مما يسلط الضوء على الصراع العرقي والنزاع على النفوذ.
وفي طرابلس، العاصمة الليبية، يتمركز جهاز دعم الاستقرار كواحد من أقوى الميليشيات، وهو معروف بامتلاكه لطائرات مسيرة وإدارته لسجون سرية، يقابله في الصراع جهاز الردع، الذي يسيطر على مرافق حساسة بما في ذلك سجن داعش.
ويظهر هذا التعقيد في خريطة الميليشيات مدى الفوضى وتعدد الفاعلين في الساحة الليبية، مما يستدعي تدخلات دولية وإقليمية لفرض النظام والاستقرار، خصوصا بعد الدعوات الأممية لتطبيق العقوبات ومحاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، وفقا لقرارات مجلس الأمن.
وفي سياق متصل، أصدرت قيادات كتائب وسرايا ثوار مصراتة في ليبيا بيانا شديد اللهجة، حذرت فيه مما وصفته بـ”التحشيد العسكري الغادر” الذي تقوده القوة المشتركة والمدعومة من قوى خارجية.
وأكد البيان أن “أبناء مصراتة يقفون صفا واحدا ضد أي محاولة لفرض أمر واقع”، مشددين على أن “أي تحرك باتجاه العاصمة تحت غطاء زائف من الشرعية أو المصالحة سيقابل برد عنيف ومباشر، ولن يسمح بتمريره”.
وختم البيان بدعوة “جميع القوى الوطنية إلى التكاتف وتوحيد الصفوف في وجه ما يوصف بـالخيانة والتدخل السافر في شؤون البلاد، تحت ستار التهدئة والمصالحة”.