05 ديسمبر 2025

تقرير المؤشر العالمي للشمول المالي لعام 2025 الصادر عن البنك الدولي، كشف أن المغرب يُصنَّف ضمن الدول العشر الأكثر تعرضاً للكوارث الطبيعية عالمياً، إلى جانب دول مثل زيمبابوي وموزمبيق وجزر القمر.

ووفقاً للبيانات التي رصدها التقرير، فإن 64% من السكان البالغين في المغرب عايشوا بشكل مباشر كارثة طبيعية أو حدثاً مناخياً شديداً خلال الفترة الممتدة من عام 2021 إلى 2024، وهو ما يُعزى بدرجة كبيرة إلى زلزال الحوز المدمر الذي ضرب البلاد في عام 2023، بقوة 6.8 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة.

أوضح التقرير أن التأثيرات الناجمة عن هذه الكوارث في المغرب لم تقتصر على مناطق جغرافية معينة، إذ سجلت المناطق الريفية نسب تعرض مماثلة أو حتى أعلى قليلاً من المناطق الحضرية، ما يعكس الطابع الشامل لحدة الظواهر المناخية وطبيعتها غير التمييزية.

وفي حين تعيش نسبة 40% من المغاربة تحت خط الفقر، بيّن التقرير أن هذه الفئة كانت الأكثر تأثراً بالكوارث بنسبة تفوق نظيراتها الأكثر غنى بـ6 نقاط مئوية، مما يعكس تداخل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية مع الهشاشة المناخية، ويطرح تحديات متزايدة أمام جهود التنمية المستدامة.

ومن الناحية الاقتصادية، رصد التقرير أن غالبية المتضررين في المغرب فقدوا مصادر دخلهم أو تضررت ممتلكاتهم بشكل مباشر، بما في ذلك المنازل والمواشي ووسائل الإنتاج، وهي معاناة تشترك فيها المملكة مع دول إفريقية أخرى مثل ملاوي وزامبيا التي تواجه ظروفاً مناخية مشابهة.

وأشار البنك الدولي إلى أن تقارب نسب التعرض للكوارث في المغرب بين المناطق الريفية والحضرية يُعد حالة استثنائية، بخلاف ما تم تسجيله في بلدان مثل تشاد وزيمبابوي حيث يصل الفارق إلى 20 نقطة مئوية، ويُرجع التقرير ذلك إلى تنوع أنواع الكوارث التي يتعرض لها المغرب، والتي تشمل الزلازل والفيضانات والعواصف، وهو ما يجعل التأثيرات أكثر اتساعاً وشمولاً لمختلف المناطق والفئات.

ويخلص التقرير إلى التأكيد على ضرورة تطوير سياسات مناخية واجتماعية متكاملة في الدول المعرضة للخطر، وعلى رأسها المغرب، لمواجهة التأثيرات المتعددة الأبعاد للكوارث الطبيعية، مع التركيز على بناء أنظمة حماية للفئات الأكثر هشاشة، وتحسين البنية التحتية للتأقلم مع التغير المناخي.

ويمثل هذا التقرير جرس إنذار إضافياً لصانعي القرار في المملكة، بضرورة تعزيز الاستثمار في مجالات الوقاية والتأهب للكوارث، بما يضمن تقليل الأضرار المستقبلية وحماية مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية من الانتكاسات المتكررة الناتجة عن التغيرات المناخية.

الأسعار التنافسية تدفع البريطانيين لاختيار المغرب

اقرأ المزيد