مصادر عسكرية تكشف عن إصدار الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، توجيهات مباشرة ببدء “معركة التحرير الكبرى” بهدف استعادة السيطرة على المواقع التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ووفقاً للمصادر، فإن التوجيهات جاءت بناءً على تقييم ميداني أعدته هيئة العمليات والاستخبارات بالقوات المسلحة، خلص إلى جاهزية الجيش السوداني لتنفيذ عمليات نوعية وسريعة في عدة محاور استراتيجية، على رأسها ولايتا كردفان ودارفور، اللتان تشهدان منذ أشهر تصعيداً أمنياً متسارعاً ومعارك متكررة بين الجانبين.
وأكدت المصادر أن العملية المرتقبة تهدف إلى “القضاء الكامل على التمرد واستعادة هيبة الدولة وبسط سيطرتها على كامل التراب الوطني دون استثناء”، مشيرة إلى أن التحضيرات تشمل تنسيقاً ميدانياً دقيقاً وخططاً عسكرية مكثفة لاستعادة المدن والمراكز الحيوية التي لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وفي سياق موازٍ، أعلنت رئاسة قوات الشرطة السودانية الدفع بمركبات جديدة لدعم خطة الانتشار الشرطي وتعزيز الأمن في ولاية الخرطوم، في إطار الجهود الرامية إلى ترسيخ الاستقرار وحفظ النظام العام، تزامناً مع الاستعدادات العسكرية الجارية.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في وقت تستمر فيه المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع المسلح في 15 أبريل 2023، الذي تسبب في كارثة إنسانية وأزمة نزوح هي الأكبر على مستوى العالم خلال العامين الأخيرين، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في 26 مارس الماضي عن “تحرير كامل” للعاصمة الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع، غير أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في ولايات أخرى، في ظل تعثر المساعي الدولية الرامية إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
روسيا تواصل جهودها لحل الأزمة السودانية وتحث على الحوار الوطني
