05 ديسمبر 2025

رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، أجرى تعديلات واسعة في مؤسسات الدولة القضائية والعسكرية، شملت إقالة النائب العام الفاتح طيفور وعدد من نوابه المحسوبين على الصف الأول في الحركة الإسلامية، وتعيين ناصر البدري خلفا له.

وبحسب مصادر برلمانية، تضمنت الإعفاءات كبار مساعدي النائب العام، من بينهم ياسر بشير البخاري وعامر محمد إبراهيم وماجد ياسر أحمد.

وأشارت المصادر إلى أن النائب العام الجديد لا يعرف عنه الانتماء لأي تيار سياسي محدد، وجاءت الخطوة بعد انتقادات حادة وجهت لطيفور من أنصار الجيش وبعض رموز النظام السابق، بدعوى “تساهله” في إحالة قضايا ضد قوى مدنية مناهضة للحرب إلى المحاكم.

كما تزامنت مع تغييرات في قيادة الجيش، شملت إحالة ضباط بارزين إلى التقاعد، بينهم ثلاثة من المعروفين بولائهم الشديد للنظام السابق، في أول تعديل من نوعه منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

وفي إطار هذه التحولات، أعاد البرهان تعيين القاضي وهبي أحمد مختار رئيسا للمحكمة الدستورية، وهو المنصب الذي ظل شاغرا طوال فترة الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك (2020–2021).

وينظر إلى هذا التعيين باعتباره تمهيدا للإسراع في البت بالأحكام بحق متهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع، وسط مخاوف من أن يؤدي إلى إسقاط محاكمات لرموز النظام السابق.

وتشير تحليلات سياسية إلى أن هذه التغييرات مرتبطة بلقاء غير معلن جمع البرهان بمستشار الرئيس الأميركي للشرق الأوسط وإفريقيا، مسعد بولس، في زيورخ مطلع أغسطس الجاري، حيث يعتقد أن خريطة طريق أميركية نصحت بإضعاف نفوذ التيار الإسلامي المتشدد الرافض لوقف الحرب، بقيادة علي كرتي.

وتوقعت مصادر صدور قرارات إضافية قريبا، تشمل إعفاء ثمانية من حكام الولايات العسكريين، أبرزهم ولاة البحر الأحمر ونهر النيل والجزيرة، إلى جانب إحالات وترقيات في وزارة الداخلية تشمل قيادات الشرطة.

وتعد هذه الإجراءات الأوسع نطاقا منذ سيطرة الجيش على السلطة في 25 أكتوبر 2021، وتأتي في ظل استمرار الحرب المدمرة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين.

 

بيع النساء في السودان: تجدد تجارة الرق وسط النزاع المستمر والانتهاكات الجسيمة

اقرأ المزيد