تستمر المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 إبريل 2023، وسط جهود من اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات) لدفع المفاوضات، إلا أن الخلافات تتصاعد بين الأطراف السودانية حول التفاوض أو الحسم العسكري، مع تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
في تطور جديد للأزمة السودانية، أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عن شروط واضحة للتفاوض لإنهاء الحرب التي تدور رحاها منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
جاء ذلك خلال كلمة للبرهان السبت في مدينة عطبرة، حيث أكد أنه “لا تفاوض مع أي جهة كانت، سواء كانت رباعية أو غيرها”، معرباً عن استعداده للتفاوض “بما يصلح السودان وينهي الحرب بصورة تعيد للسودان كرامته ووحدته”.
ويأتي تصريح البرهان بعد زيارة عمل إلى مصر الأربعاء الماضي، التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وناقش الجانبان تطورات الأوضاع الميدانية والجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب، وفقاً للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.
وأعرب الرئيسان عن تطلعهما لأن يسفر اجتماع اللجنة الرباعية المقرر في واشنطن يوم 24 أكتوبر الجاري عن “نتائج ملموسة” لوقف إطلاق النار وتسوية الأزمة.
يذكر أن اللجنة الرباعية -المكونة من الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات- كانت قد طرحت في سبتمبر الماضي خريطة طريق جديدة تتضمن هدنة إنسانية لثلاثة أشهر، تليها عملية انتقالية شاملة لتسعة أشهر.
وأحدثت هذه المبادرة انقساماً في الساحة السياسية السودانية، بين مؤيد للتفاوض ورافض له، فيما أيد عناصر من النظام السابق موقف البرهان الرافض للتفاوض.
من جهته، يرى المحلل السياسي مجدي عبد القيوم أن “الجيش السوداني عسكرياً أوشك على حسم المعركة”، مما يفسر -حسب رأيه- ضغوط الأطراف الداعمة لقوات الدعم السريع للدخول في مفاوضات.
بينما توقع مبارك الفاضل، رئيس حزب الأمة، أن تبدأ الهدنة الإنسانية مطلع نوفمبر المقبل، وأن تتوقف الحرب نهائياً في يناير القادم.
في قراءة متعمقة، يرى مراقبون أن خطاب البرهان الأخير يحمل رسائل متعددة، فهو من ناحية يرفض “الإملاءات” الخارجية، ومن ناحية أخرى يترك الباب مفتوحاً للحلول السياسية.
فيما تشير المعطيات الميدانية والإنسانية إلى أن الأشهر المقبلة قد تشهد تحولات كبيرة قد تقرب البلاد من إنهاء الحرب التي خلفت أوضاعاً إنسانية صعبة وآلاف الضحايا.
ليبيا ثاني أكثر دول العالم جفافا بعد مصر
