05 ديسمبر 2025

شدّد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على أن بلاده لن تقبل بأي حلول مفروضة من الخارج لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، مؤكدا أن لا أحد يفرض على السودان سلاما أو حكومة أو أشخاصا، في تصريحات بدت أكثر حدة تجاه مبادرة الآلية الرباعية الدولية.

وقال البرهان، خلال كلمة ألقاها في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، إن الجيش “لن يتراجع عن العهد الذي قطعه مع الشعب”، مشيرا إلى أن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تنطلق من إرادة السودانيين وحدهم، لا من ضغوط إقليمية أو دولية، وأضاف “نرحب بأي مبادرة تنهي الحرب وتحفظ وحدة البلاد وكرامتها، لكن لا وصاية على السودان”.

وجاءت تصريحاته قبل اجتماع مرتقب للآلية الرباعية في العاصمة الأميركية واشنطن نهاية الشهر الجاري، يتوقع أن يبحث سبل وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية جديدة، تبدأ بهدنة إنسانية مدتها ثلاثة أشهر وتمهد لمرحلة انتقالية بقيادة مدنية.

ويأتي موقف البرهان بعد أيام من زيارته القاهرة ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث أبدى آنذاك انفتاحا على المبادرة الرباعية واعتبرها مظلة سياسية لوقف الحرب.

ويرى مراقبون أن تباين لهجتي البرهان بين القاهرة وعطبرة يعكس ضغوطا داخلية متزايدة على القيادة العسكرية، في ظل خسائر بشرية وميدانية، وانقسامات بين التيارات السياسية والعسكرية حول كيفية التعامل مع قوات الدعم السريع التي يخوض الجيش حربا مفتوحة ضدها منذ أبريل (نيسان) 2023.

وربط البرهان أي تفاوض محتمل مع قوات الدعم السريع بتحقيق هدف الجيش المعلن وهو إنهاء التمرد بشكل كامل، مؤكدا أنه لن يقبل بأي اتفاق لا يضمن هذا الشرط أو يسمح بفرض شخصيات مرفوضة شعبيا، كما شدد على أن السلام الحقيقي هو الذي يعيد للسودان وحدته وسيادته.

وفي سياق آخر، تطرق البرهان إلى مقتل عدد من زعماء قبيلة المجانين في قصف جوي بمدينة المزورب بشمال كردفان، نافيا أن يكون الجيش وراء الهجوم.

وكانت قوات الدعم السريع اتهمت الجيش بتنفيذ الغارة التي أسفرت عن مقتل ناظر القبيلة سليمان جابر سهل وعدد من كبار شخصياتها، في حين وجهت قوى مدنية، من بينها تحالف “صمود” بقيادة عبد الله حمدوك، الاتهام ذاته للجيش، معتبرة ما حدث مجزرة ضد المدنيين.

ومع اقتراب اجتماع واشنطن، يلف الغموض موقف الجيش السوداني من المشاركة في أعمال الرباعية، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت التصريحات التصعيدية للبرهان تمثّل رفضاً صريحاً للمبادرة، أم محاولة للضغط من أجل تعديل بنودها بما يضمن تفوق المؤسسة العسكرية في أي تسوية قادمة.

ويشير مراقبون إلى أن التحولات في خطاب البرهان تعكس إدراكه لحساسية التوازن بين ضغوط الخارج وإرادة القواعد العسكرية والشعبية، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية داخل السودان وتتعثر مساعي وقف إطلاق النار رغم الوساطات الإقليمية والدولية المتواصلة.

منظمة التعاون الإسلامي تصف قوات الدعم السريع بالمتمردة

اقرأ المزيد