توعد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بمواصلة الحرب ضد قوات الدعم السريع حتى هزيمتها بشكل كامل، ورفض أي تفاوض مع هذه القوات، مشيراً إلى أن اللقاء الوحيد معهم سيكون في ساحة القتال.
وأعلن البرهان خلال خطاب في منطقة البطانة، استعداد الجيش لتسليح المدنيين الراغبين في الدفاع عن أنفسهم، مؤكداً أن الجيش اتخذ خطوة مشابهة مع مجموعات مدنية أخرى في السابق.
وفي سياق متصل، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ميرغني إدريس سليمان، مدير منظومة الصناعات الدفاعية السودانية، التي تُعد الذراع الرئيسية للجيش في شراء الأسلحة.
وقالت الوزارة إن إدريس ساهم في إمداد الجيش بالأسلحة، مما أدى إلى استمرار الصراع وتصاعد العنف في البلاد، وتأتي هذه الخطوة كجزء من العقوبات الأمريكية التي تستهدف الأطراف المساهمة في تأجيج الصراع في السودان.
وفي الميدان، استعاد الجيش السوداني السيطرة على مدينة السوكي بولاية سنار، بعد يوم واحد من استعادته لمدينة الدندر، وذلك بعد انسحاب قوات الدعم السريع من المدينة التي سيطرت عليها منذ يوليو الماضي.
ولم تصدر أي تعليقات رسمية من جانب قوات الدعم السريع حول خسارتها لمدينة السوكي، بينما ذكرت أنها انسحبت من مدينة الدندر إلى مدينة سنجة كجزء من خطة عسكرية.
وتشير تقارير إعلامية موالية للجيش إلى أن القوات السودانية تعمل على استعادة السيطرة على كامل ولاية سنار، حيث تواجه قوات الدعم السريع عزلة ونقصاً في الذخائر والوقود، مما يعوق استمرارها في القتال.
وأدى اشتداد المعارك في شرق ولاية الجزيرة وولاية سنار إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين هرباً من الاشتباكات، وتعرضت عدة مناطق في ولاية الجزيرة، مثل مدن رفاعة وتمبول والهلالية، لعمليات انتهاك واسعة النطاق، مما فاقم الأوضاع الإنسانية.
وطالب تحالف “تقدم” الأطراف المتحاربة بالتزام القوانين الدولية و”إعلان جدة” الإنساني، الذي ينص على حماية المدنيين وعدم تعريض حياتهم للخطر.
كما دعا إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي والإقليمي لوقف فوري للحرب، والعمل على تأسيس مرحلة جديدة في السودان تتيح التحول نحو دولة ديمقراطية عادلة.
وشهدت منطقة شرق ولاية الجزيرة توترات متزايدة بعد انضمام أبو عاقلة كيكل، قائد قوات الدعم السريع في المنطقة، إلى الجيش، مما أدى إلى انتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين.
وتعرضت مدينة مبول لمعركة عنيفة بين الطرفين انتهت بهزيمة الجيش، لكن قوات الدعم السريع قامت بحملة انتقام ضد المدنيين إثر احتفالهم بوصول الجيش.
ووسط النزوح الجماعي والاشتباكات المسلحة، يعاني السكان من نقص في الغذاء والمساعدات الإنسانية، بينما تستمر الدعوات الدولية والمحلية لوقف القتال واستعادة مسار التحول الديمقراطي.
مبادرات سعودية مصرية جديدة لحل النزاع السوداني وتسوية الأزمة الإنسانية