تعهد رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، بمحاسبة المتورطين في إعطاء أوامر للقوات المسلحة لإخلاء مواقعها الدفاعية بمدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة ما فتح الباب لقوات الدعم السريع بالسيطرة عليها.
وفي 18 ديسمبر الجاري، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة ود مدني وكل مدن ولاية الجزيرة بعد انسحاب الجيش بشكل مفاجئ من كل المدينة، وأثار سقوط المدينة موجة غضب عارمة وانتقادات لاذعة وجهت للقائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان.
وأعلن الجيش في 19 ديسمبر الجاري، تشكيل لجنة للتحقيق حول انسحاب القوة من الفرقة الأولى مشاة بود مدني وتعهد بالكشف عن نتائج التحقيقات للرأي العام.
وقال البرهان خلال مخاطبته ضباط منطقة البحر الأحمر العسكرية بمدينة بورتسودان: “سيتم محاسبة كل متخاذل ومتهاون عما حدث في مدني بولاية الجزيرة ولا مجاملة في ذلك”.
وجدد تأكيداته باستمرار قتال قوات الدعم السريع حتى تحقيق الانتصار، وأضاف “سنقاتل لدحر وهزيمة المليشيا المتمردة وأعوانها من القوى السياسية التي تسعى إلى حكم البلاد عبر أشلاء الشعب السوداني ونقول لهم لو أردتم حكم السودان إلا عبر الانتخابات“.
ودعا قائد الجيش إلى عدم الالتفات لمروجي الشائعات التي يطلقها من أسماهم بالعملاء والتي قال إنها تستهدف التشكيك في القوات المسلحة والشعب السوداني وبث الرعب والخوف في نفوس المواطنين.
وأضاف “نطمئن المواطنين بأن الجيش سيقاتل لآخر جندي حتى ينعم أهل السودان بالأمن والاستقرار، ولن تسقط القوات المسلحة”.
وتوعد المتعاونين مع المليشيا، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بدفع الثمن وأردف “كل عميل وخائن سيجد الردع والحسم والمحاسبة”.
وتطرق البرهان إلى الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع تجاه المواطنين والأعيان المدنية وقال “نستغرب من حديثها بأنهم سيحمون مواطني المناطق التي احتلوها.. كيف يستقيم ذلك والمليشيا تحتل المنازل وتنهب في نفس الوقت” منوها إلى أن “العالم شهد بفظائع المليشيا الإرهابية ضد المواطنين وتدمير البنيات التحتية للدولة”.
ومع ذلك أعلن البرهان المضي في العملية التفاوضية التي تستضيفها مدينة جدة السعودية قائلا إنهم لن يوقعوا اتفاق سلام فيه مهانه وذل للقوات المسلحة والشعب السوداني”. وأضاف “لابد من وقف إطلاق النار وخروج المتمردين من المرافق العامة والمستشفيات ومنازل المواطنين”.
مفوض حقوق الإنسان يعبر عن قلقه البالغ إزاء تصاعد الانتهاكات في السودان
ووجه انتقادات لقوى سياسية لم يسمها قال بأنها ظلت تطلق الشعارات والأكاذيب التي تستهدف وحدة الصف الوطني والقوات المسلحة.
وقال “عندما يحقق الجيش انتصارا يقوم المتعاونين مع المليشيا بنشر أكاذيب بأن القوات المسلحة تستهدف المدنيين عبر الطيران، بل نؤكد أن القوات المسلحة تحمي المدنيين وهذه فريه منهم”. وأكد الجيش يستهدف في غاراته مواقع العدو- الدعم السريع.
وزارة الخارجية السودانية تتهم الدعم السريع بقطع الاتصالات والإنترنت عن أجزاء واسعة من البلاد