05 ديسمبر 2025

شدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، على أن الهدف النهائي للجيش هو “إنهاء وجود قوات الدعم السريع تماما”، وجاء ذلك خلال خطاب له أمس الجمعة خلال زيارة ميدانية إلى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض.

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام قليلة من إعلان التعبئة العامة، في خطوة تعكس إصرار المؤسسة العسكرية على مواصلة القتال دون أي تسوية قبل نزع سلاح الدعم السريع.

وخلال كلمته، قال البرهان إن المعركة الحالية “لا تحتمل أنصاف الحلول”، وإن الجيش يتعامل مع الحرب باعتبارها “معركة وجود”.

وأوضح أن القوات المسلحة “مصممة على اجتثاث التمرد وتحرير البلاد كاملة من سيطرة الميليشيا”، بحسب بيان صادر عن مجلس السيادة.

ويكثّف البرهان منذ أسابيع تحركاته الميدانية، متجولا بين مناطق عدة في ولايات أم درمان والجزيرة والنيل الأبيض، في محاولة لتأكيد حضور الجيش على الأرض ورفع معنويات القوات، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وفي سياق مواز، يواصل رئيس مجلس السيادة رفض أي مبادرة للتهدئة، مؤكدا أن أي حديث عن وقف إطلاق النار مشروط بتسليم الدعم السريع لسلاحه وانسحابه من المواقع التي يسيطر عليها، كما دعا كل من يستطيع حمل السلاح إلى الانضمام للقتال، في خطاب يعكس اتساع دائرة التعبئة والحشد الشعبي.

وفي خضم التصعيد العسكري، حذرت شبكة أطباء السودان من كارثة إنسانية تتكشف في ولايتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان، معلنة وفاة ما لا يقل عن 23 طفلا خلال شهر واحد فقط بسبب سوء التغذية الحاد ونقص الإمدادات الطبية والغذائية الناجم عن الحصار المفروض على المنطقة.

وقالت الشبكة إن استمرار حصار المدن يهدد حياة آلاف المدنيين، معتبرة أن ما يجري “انتهاك صارخ” للقانون الدولي الإنساني، ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية إلى التحرك الفوري لفتح ممرات آمنة وتقديم المساعدات قبل تفاقم الوضع.

وعلى صعيد السيطرة الميدانية، ما تزال قوات الدعم السريع ممسكة بزمام الأمور في كامل ولايات دارفور الخمس، باستثناء أجزاء شمالية من ولاية شمال دارفور التي يحتفظ الجيش بالنفوذ فيها.

أما بقية ولايات السودان، وعددها 13، فمعظمها لا يزال تحت سيطرة القوات المسلحة، بما يشمل العاصمة الخرطوم ومناطق واسعة في الشرق والشمال والوسط والجنوب.

قائد قوات “الدعم السريع” السودانية يهدد بإسقاط الطائرات الأجنبية

اقرأ المزيد