أعلن مجلس النواب المصري موافقته على تعديلات قانون التعليم لإدخال نظام “البكالوريا” كبديل للثانوية العامة. النظام مجاني واختياري، مع امتحانات سنوية وميزات متعددة، وسط مخاوف من تطبيقه المفاجئ دون فترة تجريبية.
ووافق مجلس النواب المصري نهائياً على تعديلات قانون التعليم التي تتيح تطبيق نظام “البكالوريا” كمسار تعليمي موازٍ للثانوية العامة، وذلك بعد مناقشات مستفيضة استمرت لشهور وسط تحفظات تربوية.
وجاء القرار في جلسة الثلاثاء بعد إدخال تعديلات جوهرية على الصياغة الأصلية التي قدمتها الحكومة.
وأكد النص النهائي للقانون على الطابع الاختياري والمجاني لنظام البكالوريا الذي سيمتد لثلاث سنوات، مع الحفاظ على نظام الثانوية العامة القائم دون مساس.
وألزم التعديل الوزارة بتوضيح كافة تفاصيل النظامين للطلاب بشكل صريح في مواد القانون ذاتها، وليس فقط في المذكرة الإيضاحية كما كان مقترحاً في البداية.
ووفقاً للنظام الجديد، سيخضع طلاب البكالوريا لامتحانين سنويين في مايو ويوليو، مع إتاحة الفرصة الأولى مجاناً وفرض رسوم على المحاولات اللاحقة.
وسيتمكن الطلاب بدءاً من الصف الثاني الثانوي من اختيار أحد أربعة مسارات تخصصية تشمل الطب وعلوم الحياة، الهندسة والحاسبات، قطاع الأعمال، والآداب والفنون.
وأعربت الدكتورة مايسة فاضل أبو مسلم، الخبيرة التربوية بالمركز القومي للامتحانات، عن مخاوفها من التطبيق المفاجئ للنظام دون فترة تجريبية كافية.
وأكدت أن التغييرات الجذرية في الأنظمة التعليمية تحتاج لفترات انتقالية لإعداد جميع الأطراف المعنية، مقترحة البدء بعدد محدود من الطلاب المتطوعين قبل التعميم.
ونفى مجلس الوزراء ما تردد عن إلغاء الثانوية العامة، مؤكداً أن البكالوريا تمثل خياراً إضافياً يهدف لتنويع المسارات التعليمية وربطها باحتياجات سوق العمل.
من جانبه، أكد وزير التعليم محمد عبد اللطيف جاهزية المدارس من حيث البنية التحتية والتجهيزات التكنولوجية اللازمة لتطبيق النظام الجديد.
ورحبت الخبيرة التربوية داليا الحزاوي بمزايا النظام الجديد الذي يتيح مراعاة الفروق الفردية للطلاب، لكنها حذرت من تحوله لـ”صراع مجاميع” كما حدث في أنظمة سابقة.
بينما أثار القرار جدلاً واسعاً بين أولياء الأمور والخبراء التربويين حول مدى استعداد المنظومة التعليمية لهذا التحول الجذري.
يأتي هذا التعديل التشريعي في إطار سلسلة إصلاحات تعليمية تشهدها مصر، وسط آمال رسمية في تحسين مخرجات التعليم ومواكبة المعايير العالمية، مع تحذيرات من ضرورة التدرج في التطبيق لضمان نجاح التجربة دون الإضرار بمصالح الطلاب.
قلق إسرائيلي من تنامي القدرات العسكرية المصرية
