05 ديسمبر 2025

صوت البرلمان الفرنسي مساء أمس الخميس على قرار رمزي يطالب بإنهاء اتفاقية الهجرة الموقعة عام 1968 بين البلدين، وذلك بأغلبية صوت واحد فقط (185 مقابل 184) ، في نتيجة اعتبرت انتصارا سياسيا نادرا لحزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان.

والاقتراح، الذي لا يحمل صفة الإلزام القانوني، دعا إلى وضع حد لما وصفه النواب الداعمون بأنه “نظام تفضيلي غير عادل” يمنح الجزائريين امتيازات خاصة في الإقامة والعمل والاستفادة من الخدمات الاجتماعية داخل فرنسا، مقارنة ببقية المهاجرين.

وقال النائب غيوم بيغو إن الاتفاقية تمثل “استثناء” غير مبرر”، معتبرا أن باريس تواصل احترام التزاماتها في حين “لا تبدي الجزائر التزاما مماثلا”، على حد قوله.

وجاء التصويت وسط أجواء سياسية مشحونة، إذ حظي القرار بدعم من بعض نواب حزب الجمهوريين وحزب آفاق، في وقت عارضته حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون التي تحذر من تداعيات أي خطوة غير مدروسة على العلاقات الثنائية.

وتعد هذه الخطوة الأحدث في سلسلة من التوترات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر، بعد خلافات متكررة حول سياسات التأشيرات وطرد دبلوماسيين متبادلين خلال الأشهر الماضية.

ومن جانب آخر، حذرت قوى اليسار الفرنسي من أن إلغاء الاتفاقية دون بديل قانوني واضح سيؤدي إلى فراغ تنظيمي في إدارة ملفات الهجرة والعمالة الجزائرية، معتبرة أن القرار رمزي أكثر منه عملي، ويهدف بالأساس إلى كسب نقاط سياسية داخل البرلمان.

واتفاقية الهجرة الموقعة عام 1968 بين فرنسا والجزائر جاءت لتنظيم إقامة وتنقل العمال الجزائريين في فرنسا بعد الاستقلال، واعتبرت امتدادا للعلاقات الخاصة بين البلدين.

ونصت الاتفاقية على منح الجزائريين امتيازات تفوق ما يحصل عليه مواطنو الدول الأخرى، من حيث تسهيلات الإقامة والعمل ولمّ الشمل الأسري.

كما سمحت لهم بالاحتفاظ بحرية التنقل بين البلدين دون قيود مشددة، ما جعل عدد الجالية الجزائرية في فرنسا يتزايد بسرعة خلال السبعينيات والثمانينيات، لاحقا، حاولت باريس تعديل بنود الاتفاقية لتقليص هذه الامتيازات في ظل تنامي الهجرة والبطالة.

 

الجزائر تطلق برنامجاً لإنشاء 30 صومعة لتخزين الحبوب لتعزيز الأمن الغذائي

اقرأ المزيد