أجمعت وسائل الإعلام الأمريكية على أن أداء الرئيس جو بايدن في المناظرة التي جمعته بالرئيس السابق دونالد ترامب كان “كارثيا”، وأنه يجب على الحزب الديمقراطي أن يدق ناقوس الخطر.
وبدأت المناظرة من بوابة الاقتصاد، الذي يُعد على رأس أولويات الشعب الأمريكي، حيث انتقد بايدن إدارة ترامب للاقتصاد ووصفه بأنه كان “منهاراً” عند توليه الحكم، مشيراً إلى جهود إدارته في خلق فرص عمل جديدة وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وقال بايدن: “كان الدين خلال ولايته (ترامب) أكبر من أي فترة أخرى في تاريخ أمريكا، وخفض الضرائب على الأثرياء، ولو أنهم قدموا 24 أو 25% لتمكنا من الحصول على أموال للقضاء على الدين وتعزيز نظام الرعاية الصحية والسماح لمساعدة الأمريكيين للتعامل مع مشاكل كثيرة”.
ومن جانبه، دافع ترامب عن سياساته الاقتصادية، مؤكداً أن تخفيض الضرائب على الشركات أعاد مئات المليارات من الدولارات للاقتصاد الأمريكي، واتهم بايدن بتدمير الضمان الاجتماعي، والتأمين الصحي، ووصف ما فعله بايدن في هذا الشأن ” بالإجرامي” على حد تعبيره.
وشكلت مسألة الإجهاض وإلغاء قانون “رو ضد ويد” محورا أساسيا في المناظرة، ودافع ترامب بشدة عن موقفه بشأن إلغاء القانون، وقال: “الكل كان يريد إعادة الصلاحيات للولايات، وما فعلته أنني عينت ثلاثة في المحكمة العليا صوتوا لصالح إلغاء هذا القانون وإعادة الصلاحيات للولايات، وكل مفكر قانوني أراد ذلك”.
وأما بايدن فقد دافع عن حق المرأة في الإجهاض، ورفض تدخل السياسيين في صحتها، على حد تعبيره، وأضاف: “المرأة تقرر مع طبيبها وهو أمر يتعلق بها”.
وتناول الطرفان مسألة الهجرة بإسهاب، حيث أكد بايدن على ضرورة العمل بين الحزبين للتوصل إلى حل لمشكلة المهاجرين، مشيراً إلى انخفاض عدد المهاجرين غير الشرعيين في الوقت الحاضر.
وفي المقابل، اتهم ترامب المهاجرين بأنهم يشكلون خطراً على الأمن الأمريكي، ودعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة لإخراجهم من البلاد.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، تبادل الطرفان الاتهامات حول التعامل مع القضايا الدولية، حيث حمل ترامب بايدن مسؤولية الحرب في أوكرانيا واتهمه بجر العالم إلى “حرب عالمية ثالثة”، بينما شدد بايدن على أهمية مواصلة دعم أوكرانيا ضد روسيا.
وبشأن حرب غزة، انتقد ترامب سياسات بايدن التي زعم أنها كانت السبب وراء وقوع هجوم السابع من أكتوبر، وأضاف “بايدن يقول إن حماس هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، عليهم إنهاء الأمر”، ووصف ترامب بايدن “بالفلسطيني السيئ” في إشارة لتأييد الرئيس الأمريكي للفلسطينيين على حساب إسرائيل، على حد تعبيره.
وأثارت المناظرة الكثير من ردود الأفعال والمناقشات، حيث قال الخبير في الشأن الأمريكي، وليد الهشلمون، أن المناظرة اتسمت بالحماس والتوترات المتزايدة، وسعى كل من المرشحين إلى إظهار قوته السياسية.
وأضاف الهشلمون، أن استطلاعات الرأي العام التي ستجري بعد هذه المناظرة تشكل أهمية كبيره لمعرفة ردت فعل الناخب الأمريكي عليها، ومن المهم جدا متابعة العديد منها للتوصل إلى نتائج أكثر دقة تتعلق بنسبة قناعة الناخبين الأمريكيين بكل من المرشحين، وحجم التأثير الحاصل من جراء لغة المرشحين وأدائهما الذي بدا ضعيفا من جهة بايدن ولم يأت بجديد من جهة ترامب.
وبدورها، وصفت مديرة الاتصالات السابقة في إدارة الرئيس بايدن كاتي بيدينغفيلد على قناة “سي إن إن” بعد المناظرة الرئاسية، أداء الرئيس بايدن بأنه “مخيب حقا للآمال”، فيما وصف السياسي الأمريكي فرانك لونتز المناظرة بـ”الزلزال السياسي” و بـ”الكارثة غير المسبوقة” للديمقراطيين.
مسؤول روسي.. منفذوا اعتداء “كروكوس” كانوا على ارتباط وثيق بنازيي أوكرانيا