أظهر استطلاع أن الاقتصاد المصري نما بنسبة 4% في السنة المالية الماضية، مع توقعات بتسارع النمو إلى 4.6% هذا العام.، ورغم تحديات ارتفاع التضخم وضعف الجنيه، فإن الإصلاحات الاقتصادية تسهم في التعافي.
أظهرت أحدث البيانات الاقتصادية تحسناً في أداء الاقتصاد المصري، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4% خلال العام المالي المنتهي في يونيو 2024، وفقاً لاستطلاع أجرته رويترز على 13 خبيراً اقتصادياً.
وتشير التوقعات إلى تسارع النمو ليصل إلى 4.6% خلال العام الجاري، مدعوماً ببرنامج الإصلاحات المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي وانتعاش قطاع التصنيع.
وسجل الاقتصاد المصري أعلى معدل نمو ربع سنوي منذ ثلاث سنوات خلال الربع الثالث من العام المالي 2024/2025، حيث بلغ 4.77% مقارنة بـ2.2% في الفترة ذاتها من العام السابق.
وأوضحت وزيرة التخطيط الدكتورة رانيا المشاط أن هذا الأداء يعكس مرونة الاقتصاد وقدرته على الصمود أمام التحديات العالمية، حيث ارتفع متوسط النمو خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري إلى 4.2% مقارنة بـ2.4% في العام السابق.
وشهد الجنيه المصري تحريراً جزئياً لسعره في مارس 2024، بعد تثبيته عند حوالي 30.85 جنيه للدولار لأكثر من عام.
ومن المتوقع أن يستمر الضعف التدريجي للعملة، حيث توقع الخبراء انخفاض قيمتها إلى 51.1 جنيه للدولار بحلول يونيو 2026.
من جهة أخرى، بدأ البنك المركزي في تخفيض أسعار الفائدة بعد أن خفضها 325 نقطة أساس في أبريل ومايو 2024، مع توقع استمرار هذا التوجه لتصل إلى 17.5% بنهاية 2025/2026.
ورغم تراجع التضخم السنوي إلى 14.9% في يونيو من 38% في سبتمبر 2023، إلا أنه لا يزال أعلى من المستهدف.
وتواصل الحكومة تنفيذ إصلاحات تدريجية لإلغاء دعم الطاقة، والتي من المتوقع أن تبقي الضغوط التضخمية مرتفعة على المدى القريب. وتشير التوقعات إلى اعتدال التضخم ليصل إلى 12.5% في 2025/2026، ثم 9.5% في العام التالي.
وأسهمت حزمة الإصلاحات في جذب استثمارات كبيرة، بما في ذلك اتفاقية مع صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار واستثمارات إماراتية تقدر بـ24 مليار دولار.
هذه التدفقات ساعدت في تحسين احتياطيات النقد الأجنبي ودعم التعافي الاقتصادي، رغم استمرار التحديات الناجمة عن الأوضاع الإقليمية وخاصة الحرب في غزة.
وتشير المؤشرات الأولية إلى إمكانية تجاوز الاقتصاد المصري لهدف النمو البالغ 4% للعام الجاري، مدعوماً بزيادة الاستثمارات الخاصة وانتعاش القطاعات الإنتاجية. ومع ذلك، تبقى إدارة ملف التضخم وإصلاح نظام الدعم من أهم التحديات التي تواجه صناع السياسة الاقتصادية في الفترة المقبلة.
روسيا ومصر تعززان التعاون في تجارة القمح باجتماع مرتقب مطلع 2025
