31 مارس 2025

بعد نحو شهرين من المحاكمة، طالب الادعاء الفرنسي بسجن الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي 7 سنوات، مع غرامة 300 ألف يورو وحرمانه من الترشح لمدة 5 سنوات.

وتشمل التهم التمويل غير القانوني لحملة انتخابية، الفساد السلبي، إخفاء اختلاس أموال عامة، وتشكيل عصابة إجرامية.

وبدأت القضية عام 2012 بعد نشر موقع “ميديابارت” الاستقصائي وثيقة مسرّبة من المخابرات الليبية، تشير إلى أن نظام القذافي موّل حملة ساركوزي الرئاسية عام 2007 بمبلغ 50 مليون يورو.

كما أدلى سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بتصريحات تدعم هذه الاتهامات، مؤكداً أن والده دعم الحملة مالياً.

وفي 2013، فتح القضاء الفرنسي تحقيقاً رسمياً في القضية، استناداً إلى شهادة رجل الأعمال الفرنسي-اللبناني زياد تقي الدين، الذي أكد أمام القضاة أنه نقل حقائب ممتلئة بالنقود إلى وزارة الداخلية الفرنسية عندما كان ساركوزي وزيراً.

واكتشف المحققون لاحقاً تحويلاً مالياً بقيمة 500 ألف يورو إلى حساب كلود غيان، مدير حملة ساركوزي، ما عزز الشبهات.

وفي مرافعاتهم، وصف القضاة ما جرى بأنه “ميثاق فاسد غير مسبوق” بين ساركوزي ونظام القذافي، هدفه “تمويل حملة ساركوزي بالتعاون مع نظام دموي”.

ورفض الادعاء مزاعم الرئيس الأسبق بأنه ضحية “انتقام سياسي”، معتبرين أنه “المخطط الفعلي لهذا الميثاق الفاسد”.

وأما ساركوزي، فقد دافع عن نفسه بقوله: “لن تجدوا يورو واحداً من ليبيا في حملتي”، مضيفاً أنه يشعر بأنه مدان سلفاً، وأن الهدف من القضية ليس البحث عن الحقيقة بل تحقيق انتصار قضائي للادعاء المالي الفرنسي.

وإلى جانب ساركوزي، طلب الادعاء إصدار أحكام بحق شخصيات بارزة، منها: كلود غيان (مدير حملته)، 6 سنوات سجن، وغرامة 100 ألف يورو، بريس أورتوفو (وزير سابق)، 3 سنوات سجن، وغرامة 150 ألف يورو، وحرمان من الترشح 5 سنوات، إريك فورت (مسؤول مالي بالحملة)، سنة سجن مع تنفيذها تحت الإقامة الجبرية، وغرامة 3,750 يورو.

يُذكر أن ساركوزي قد حُكم عليه بالفعل بالسجن سنة واحدة نافذة الشهر الماضي في قضية “بول بيسموث”، وهو الآن تحت المراقبة بسوار إلكتروني.

كما أُدين العام الماضي في قضية “بيغماليون” المتعلقة بمخالفات مالية في حملته عام 2012، حيث حُكم عليه بسنة سجن، منها 6 أشهر نافذة، لكنه استأنف الحكم.

وما زالت المحكمة تنظر في القضية، ومن المتوقع ألا يصدر الحكم النهائي قبل عدة أشهر، وفي حال إدانته، ستكون هذه القضية أكبر فضيحة سياسية في تاريخ ساركوزي، ما قد ينهي أي طموح سياسي متبق له.

اقرأ المزيد