05 يناير 2025

يستمر مسلسل معاناة أهالي إقليم الحوز، جنوب غرب المغرب، حيث وقع عدد من الضحايا في فخ محتالين استغلوا ظروفهم الصعبة عقب الزلزال الذي ضرب المنطقة في سبتمبر 2023.

ورغم الصعاب والعيش في الخيام بين حر الصيف وثلوج الشتاء، تعرض المستفيدون من الدعم الملكي لعمليات نصب متقنة أدت إلى ضياع أموالهم.

وتروي نعيمة، إحدى الضحايا، قصتها من داخل خيمتها الباردة بدوار العرب بجماعة آسني، مشيرة إلى أنها ووالدتها فقدتا المأوى بسبب الزلزال ثم بسبب مقاول خدعهما وتسلم مبالغ كبيرة لإعادة بناء منزلهما، لكنه فشل في التوثيق القانوني للاتفاق واختفى بعد أيام من بدء العمل.

وبدأ المقاول، المعروف فقط بحرف (ح)، البناء ولكن بمعايير دون المستوى المطلوب قبل أن يختفي في يوليو الماضي ويغلق هاتفه، تاركا وراءه وعودا مكسورة وأسساً متهالكة.

ولم تكن نعيمة الضحية الوحيدة، حيث أكدت أن هناك أكثر من عشرة أشخاص خدعهم نفس النصاب، مما تسبب في خسائر مادية تجاوزت 30 ألف دولار.

وفي هذا السياق، تحدثت فاطمة عن معاناتها وأسرتها التي تعيش الآن تحت خيام، وسلمت أموالا لنفس المقاول الذي لم ينفذ أي عمل بعد أن أخذ المال، وعلى الرغم من رغبتها في رؤيته وراء القضبان، فإن أكبر اهتماماتها هو استرداد المال لإعادة بناء منزلها.

ويؤكد أحد النشطاء بالمنطقة، ياسين نزكاز، أن القضية لا تتعلق بمقاول واحد بل بثلاثة، جميعهم نصبوا على ضحايا من المنطقة بعد استلامهم أموالًا لإعادة البناء دون تنفيذ الأعمال المتفق عليها، والعديد من الضحايا تقدموا بشكاوى لدى السلطات، وتم توجيه استفسارات برلمانية لوزير الداخلية حول كيفية التعامل مع هذه الأحداث.

ولم يتأخر الرد حيث كشف الوزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، عن اكتشاف ثلاثة مقاولين متورطين في النصب، وتم القبض على أحدهم بينما يجري البحث عن الآخرين، وتعهدت السلطات باتخاذ إجراءات تأديبية صارمة لضمان عدم تكرار هذه الحوادث، واستعادة حقوق الضحايا، مع التأكيد على متابعة هذا الملف بجدية.

وزير الصحة المغربي: نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

اقرأ المزيد