توافق الاتحاد الأوروبي والإفريقي على دعم خريطة طريق المبعوثة الأممية إلى ليبيا، مما أثار تساؤلات حول استئناف العملية السياسية المجمدة منذ 2021، ويرى المحللون أن غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف الليبية قد يعيق النجاح.
أعلنت البعثة الأممية في ليبيا عن توافق الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي على دعم خريطة طريق جديدة أطلقتها المبعوثة الأممية إلى ليبيا، “هانا تيتيه”، خلال اجتماع رفيع المستوى على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ووجمع اللقاء الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، “محمود علي يوسف”، ورئيس المجلس الأوروبي، “أنطوني كوستا”، ورئيسة المفوضية الأوروبية، “أورسولا فون دير لاين”.
وأكد البيان الصادر عن البعثة الأممية عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن الخريطة تهدف إلى “إحياء العملية السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية”، التي تشهد جموداً منذ فشل الانتخابات العامة المقررة في عام 2021.
وفي المقابل، عبّر خبراء ومحللون ليبيون عن تشكيكهم في جدوى هذه الخطوة. ووصف أستاذ القانون الليبي، الدكتور “راقي المسماري”، الجهود الأممية والأوروبية والإفريقية بأنها “تفتقر إلى الجدية والفاعلية”، مشيراً إلى أن الموقف الأمريكي يبدو مختلفاً.
وأضاف “المسماري” في تصريحات لـ”إرم نيوز” أن الولايات المتحدة عقدت اجتماعاً منفصلاً مع الأطراف المتداخلة في الملف الليبي على هامش الجمعية العامة، برئاسة واشنطن، مما يشير إلى “رؤية أمريكية مختلفة” عن تصورات البعثة الأممية.
وأكد أن “هانا تيتيه” بنفسها أبلغت مسؤولين ليبيين بأن واشنطن لديها رؤية مغايرة، مما قد يقوض جهود الأوروبيين والأفارقة.
ويأتي هذا التطور في وقت تتجدد فيه المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، بسبب تحشيدات عسكرية للميليشيات في غرب البلاد.
من جانبه، رأى المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي، “محمد صالح العبيدي”، أن “غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف الليبية” هو المعضلة الحقيقية، مما يجعل نجاح خريطة الطريق الأممية غير مضمون رغم الدعم الدولي.
وبينما تواصل “تيتيه” جولاتها الدبلوماسية، يبقى السؤال معلقاً حول قدرة الخريطة الجديدة على تجاوز عقبات الجمود السياسي والانقسامات المحلية، في ظل غياب مؤشرات حاسمة على استعداد الأطراف الليبية للتسوية.
ليبيا.. وفد تركي يزور بنغازي لتعزيز العلاقات الاقتصادية
