05 ديسمبر 2025

صحيفة “إيكونوميست” البريطانية حذّرت من انهيار وشيك في ليبيا، متهمة رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة وعائلته بنهب أموال الدولة وتغذية الانقسامات، رغم امتلاك البلاد موارد طبيعية ضخمة.

وسلّط التقرير الضوء على المشهد الذي وصفه بـ”الكارثي” خلال انعقاد معرض “ليبيا بيلد” للبناء في طرابلس في 12 مايو، والذي كان من المفترض أن يكون أكبر معرض إنشائي في شمال إفريقيا، بمشاركة وفود من الصين وتركيا ومالطا، إلا أن القذائف والانفجارات قطعت الحدث، في أسوأ موجة عنف تشهدها العاصمة منذ خمس سنوات.

وأشار التقرير إلى أن طرابلس تحولت إلى ساحة مواجهة مفتوحة، حيث انتشرت الأسلحة الثقيلة، وأُغلقت المدارس والمصارف والأسواق، وتعرّض مصرف ليبيا المركزي للاقتحام، في حين أُجلي رعايا أتراك جواً، وغادرت السفن الميناء بسرعة.

كما شهدت المدينة حادثة نادرة تمثّلت في سرقة غزلان من حديقة الحيوان.

ورأى التقرير أن سلطات الدبيبة، التي لا تستند إلى قاعدة أمنية أو عسكرية واضحة، باتت تعتمد على تحالف هشّ من الميليشيات، التي بدأت بالتمرد مع تراجع التمويل نتيجة انخفاض أسعار النفط.

ولفت إلى أن بعض هذه الجماعات اتجهت إلى ابتزاز الشركات ورجال الأعمال بحثاً عن مصادر دخل بديلة بعد أن نضبت خزائن الدولة.

وكشف التقرير عن تطورات مثيرة، أبرزها مقتل قائد جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، خلال اجتماع عاجل مع الدبيبة، ما فجّر مواجهة مباشرة مع “ميليشيا الردع الخاصة”، التي نجحت في السيطرة على نصف العاصمة، في مؤشر على تدهور الوضع الأمني وفقدان الدبيبة السيطرة على الأرض.

ورغم الدعم الدولي الاسمي لحكومة الدبيبة، إلا أن “إيكونوميست” اعتبرت أن رئيس الوزراء الليبي كان دائماً الحلقة الأضعف في مواجهة القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، الذي يسيطر على 80% من الأراضي الليبية ويحظى بدعم إقليمي ومؤسسات أكثر رسوخاً.

كما أبرز التقرير حالة السخط الشعبي في طرابلس تجاه الدبيبة، الذي لم يحقق الوعود التي أطلقها منذ تعيينه عام 2021، بما في ذلك تعهده بتحويل العاصمة إلى “دبي على المتوسط” وتنظيم انتخابات طال انتظارها.

وفي 14 مايو، خرج آلاف الليبيين في مظاهرات حاشدة للمطالبة بإسقاط النظام، وتوحيد مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقسام السياسي.

وأشار التقرير إلى أن الدبيبة، الذي أرسل أسرته إلى لندن، لا يزال متمسكاً بمنصبه، محاولاً استعراض القوة من خلال استدعاء مجموعات مسلحة من مدينة مصراتة، مسقط رأسه، والتي انتشرت في طرابلس وأطلقت النار على المتظاهرين.

كما أُعيد فتح مطار طرابلس الدولي، المغلق منذ سنوات، في خطوة اعتبرها البعض محاولة رمزية لإثبات السيطرة، أو لتأمين مخرج محتمل في حال تدهورت الأوضاع أكثر.

واختتمت “إيكونوميست” تقريرها بالإشارة إلى أن معظم الليبيين، ومعهم العديد من الدبلوماسيين الأجانب، باتوا يتحدثون عن حكم الدبيبة بصيغة الماضي، في ظل انهيار تحالفاته، وتصاعد الفوضى داخل طرابلس، وتزايد مؤشرات نهاية مرحلته السياسية.

باتيلي: أتمنى أن يكون 2024 عاما للإنصات لصوت الشعب الليبي

اقرأ المزيد