الأجهزة الأمنية المصرية تتمكن من ضبط شركة سياحية غير مرخصة تخصصت في الاحتيال على الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة، بعد أن جمعت منهم ملايين الجنيهات قبل أن تسقط في قبضة السلطات.
واستغلت الشركة مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” و”إكس”، للترويج لبرامج حج وعمرة بأسعار مغرية، مدعية أنها تتولى جميع إجراءات السفر والإقامة، مما دفع العديد من المواطنين إلى تسليمها أموالهم على أمل أداء الشعائر المقدسة.
وقال العميد أحمد محمود، من وزارة الداخلية المصرية، إن الشركة مارست نشاطها الاحتيالي على نطاق واسع، مستهدفة الراغبين في السفر للحج والعمرة عبر عروض وهمية، مستغلة قرب موسم الحج.
وأكد أن الوزارة تكثف حملاتها لضبط الشركات غير المرخصة التي تعمل خارج القانون، مشيراً إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 تم ضبط أكثر من 15 شركة سياحية وهمية استولت على أموال المواطنين بطرق احتيالية.
وأضاف أن الوزارة تحذر المواطنين من التعامل مع إعلانات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي، داعياً إلى اللجوء إلى الشركات المعتمدة التي توفر سجلاً تجارياً وبطاقة ضريبية موثقة، مما يضمن قانونية المعاملات.
كما دعا أي شخص تعرض للاحتيال إلى الإبلاغ الفوري عن هذه الأنشطة لمساعدة السلطات في القضاء على عمليات النصب.
ومن جهته، أوضح الدكتور عمر شاهين، عضو غرفة شركات ووكالات السياحة والسفر المصرية، أن الجهات الأمنية تواصل تكثيف جهودها لضبط مثل هذه الشركات التي تستغل حاجة المواطنين لأداء المناسك الدينية في عمليات احتيالية ممنهجة.
وأشار إلى أن الشركة المضبوطة أوهمت ضحاياها بتوفير تأشيرات حج وإقامة، وجمعت مبالغ مالية كبيرة منهم دون أي تصاريح قانونية.
وأكد شاهين أن العديد من الضحايا باتوا عاجزين عن استرداد أموالهم، حيث تم التحفظ على جميع المبالغ التي حصلت عليها الشركة كإجراء قانوني لحين انتهاء التحقيقات.
وشدد على ضرورة تحري المواطنين عن الشركات التي يتعاملون معها، مشيراً إلى أن غرفة شركات ووكالات السياحة والسفر توفر قائمة رسمية بالشركات القانونية عبر موقعها الإلكتروني وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت عن مداهمة مقر الشركة السياحية في منطقة العجوزة، حيث ضبطت القائمين عليها، وعثرت بحوزتهم على مستندات دعائية وصور لجوازات سفر كانت تُستخدم في عمليات الاحتيال، وتمت إحالتهم إلى جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.