بتحليل الوضع الراهن في غزة وآفاق العملية السلمية، قدّم الباحث والخبير السياسي الدكتور عمر عبدالله رؤية معمقة خلال مقابلة خاصة مع “أخبار شمال إفريقيا”، حذّر فيها من تطور خطير في طبيعة الاعتداءات، وانتقد تعطيل الحل السياسي، وكشف عن تدهور مروّع في الأوضاع الإنسانية، معدداً أسباب الضعف العربي والدولي إزاء الأزمة.
أشار الدكتور عبدالله إلى تحوّل في شكل الحرب بعد التوقف النسبي للعمليات، موضحاً أنها تحولت من إبادة جماعية باستخدام الأسلحة الثقيلة إلى إبادة باستخدام الأسلحة الخفيفة، مع استمرار عمليات القصف والاستهداف بشكل يومي.
وحول آفاق الحل السياسي، شدد على ضرورة الالتزام بخارطة طريق مرتبطة بالخطة الرمضانية.
وأكد أن الجانب الفلسطيني قد نفذ التزاماته في المرحلة الأولى، بينما قوض الاحتلال الإسرائيلي العملية بعدم تنفيذ التزاماته.
وقال إن المشهد “غاية في التعقيد” ويحتاج وقتاً، معتبراً أن الإسرائيليين “يضعون العصي في دواليب العملية” بهدف إحباط أي اتفاق، وهو ما يعني أن الحل لن يكون قريباً.
وانتقل الباحث المختص إلى الوضع الكارثي في القطاع، كاشفاً أن البروتوكول الإنساني الذي جرى الاتفاق عليه في شرم الشيخ، والذي كان يفترض دخول شاحنات المساعدات والخيام والكرافانات، قد جرى تجاهله.
وأوضح أن الاحتلال لا يزال يماطل في فتح معبر رفح ويعرقل القضايا الإنسانية، مركزاً – بحسب وصفه – على أهداف أمنية فقط.
ووصف المعاناة على الأرض بقوله: “غزة تنزف معاناة وبمرارة”، وروى أن السكان يعيشون في ظروف شتوية قاسية بملابس قديمة وممزقة، ويعانون من شحّ حاد في الغذاء والدواء والمياه والوقود، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً.
وفي تحليله للجانب السياسي، أوضح أن الضعف السائد يعود للظروف المحيطة، مؤكداً أن الولايات المتحدة “ليست نصير الشعب الفلسطيني، بل هي التي تحاربه” عبر أدواتها ودور الاحتلال.
وطالب الدول الإقليمية الفاعلة مثل مصر وتركيا وقطر وغيرها بأن يكون موقفها “أكثر حضوراً وأشد ضغطاً” على إسرائيل، مستفيدة من علاقاتها التحالفية مع واشنطن لممارسة ضغط مضاعف عليها لدفعها للضغط على إسرائيل.
وحمّل عبدالله الوسطاء، ومصر بشكل خاص، المسؤولية الأكبر في الالتزام باتفاقيات شرم الشيخ.

وذكر أن مصر تمتلك أدوات قوة قادرة على إحداث تغيير جذري في المنطقة لو أرادت، مشيراً – دون تفصيل – إلى أنها لو استخدمت أوراق ضغط معينة لكان بإمكانها “قلب الطاولة في الشرق الأوسط”. ولكنه عاد لربط ذلك بمعطيات المصالح والسياسة.
ودعا الدكتور عمر عبدالله الجماهير إلى “ممارسة حضور شعبي في الشوارع” لممارسة ضغط فعّال لدفع الوساطة لدور أكثر إيجابية.
وكما حذر من استغلال الاحتلال لأي ضغط على الفلسطينيين لدفعهم لليأس من المقاومة وليس مجرد الاعتراض عليها، بهدف “تقويض الحالة الفلسطينية وتعزيز انقسامها”.
وفي ختام حديثه، فسّر طرح الاحتلال فتح معبر رفح باتجاه واحد قبل أيام، وموقف مصر الرافض إلا باتجاهين وفق الاتفاقيات، على أنه جزء من أدوات الضغط السلبية.
وأكد أن الهدف الإسرائيلي – من وجهة نظره – هو دفع سكان غزة للخروج تحت عنوان “التهجير بلا عودة”، معرباً عن اعتقاده بأن هذا المخطط “لن يتحقق”.
قفزة في عجز الموازنة المصرية إلى 7.4%
