05 ديسمبر 2025

الدعوات الدولية لوقف القتال في مدينة الفاشر تواصلت بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة عليها، في تطور وصفته الأمم المتحدة بـ”الخطير”، مطالبةً بمحادثات فورية لإنهاء العنف في الإقليم.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن أنطونيو غوتيريش حث الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على التواصل الفوري مع مبعوثه الخاص رمطان لعمامرة، واتخاذ خطوات ملموسة نحو تسوية سياسية شاملة.

وأكد أن غوتيريش يشعر بـ”قلق بالغ” من التصعيد العسكري وتدهور الوضع الإنساني، داعياً إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المدنيين المحاصرين.

وأشار دوجاريك إلى أن مدينة الفاشر ومناطقها المحيطة أصبحت بؤرة معاناة مستمرة منذ أكثر من 18 شهراً ، حيث تحصد المجاعة والأمراض والعنف أرواح المدنيين يومياً، في ظل تفاقم أزمة الغذاء ونقص الدواء.

وفي السياق ذاته، أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، “الفظاعات وجرائم الحرب المفترضة” التي تحدثت عنها تقارير من داخل الفاشر، معرباً عن قلقه البالغ من استهداف المدنيين على أساس عرقي.

ودعا يوسف إلى وقف فوري للأعمال القتالية وفتح ممرات إنسانية آمنة، مؤكداً أن “الحل العسكري غير ممكن، ولا بديل عن الحوار السياسي”.

ومن جانبها، أعلنت شبكة أطباء السودان أن قوات الدعم السريع اختطفت ستة من الكوادر الطبية في الفاشر، بينهم أربعة أطباء وصيدلي وكادر تمريض، مطالبةً بفدية مالية قدرها 100 مليون جنيه سوداني لكل طبيب.

وأكدت الشبكة أن الحادثة تمثل “عملاً إجرامياً منظماً” يهدف إلى تدمير ما تبقى من منظومة الرعاية الصحية في دارفور، وحمّلت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامة المختطفين، داعية منظمة الصحة العالمية والمنظمات الحقوقية للتدخل العاجل.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، الاثنين، سيطرتها الكاملة على الفاشر، آخر مركز إداري رئيسي في دارفور ظل تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية.

وقال رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إن القيادة المحلية اضطرت لمغادرة المدينة بعد ما وصفه بـ”تدمير ممنهج وقتل للمدنيين”.

كما أعرب الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن قلقهما العميق من تدهور الوضع الإنساني في دارفور، حيث حذّرت اليونيسف من ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال، مطالبة بوقف فوري للعنف والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

وفي إطار التحركات الدبلوماسية، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي بحث هاتفياً مع مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، سبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكداً ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.

بدوره، قال مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش إن خسارة الجيش السوداني لمدينة الفاشر تمثل “محطة إدراك بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية”، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني لا يحتمل مزيداً من التصعيد.

وتشهد السودان حرباً دامية منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب صراع على السلطة خلال المرحلة الانتقالية، وأدى النزاع إلى نزوح الملايين ومعاناة أكثر من نصف السكان من الجوع والأمراض، فيما تواصل قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور بينما يحتفظ الجيش بالنصف الشرقي من البلاد.

السودان يرفض الاعتذار لتشاد ويكشف عن براهين دعمها لقوات حميدتي

اقرأ المزيد