المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حذرت من أن أعداد اللاجئين السودانيين الفارين إلى ليبيا مرشحة لتجاوز 650 ألف شخص بحلول نهاية العام الجاري، مع استمرار النزاع الأهلي الذي يعصف بالسودان منذ عام 2023.
وفي تقرير صدر اليوم الاثنين من طرابلس، كشفت المفوضية أن ليبيا استقبلت منذ أبريل 2023 نحو 313 ألف لاجئ سوداني، مشيرة إلى تصاعد وتيرة التدفق اليومي عبر الحدود الجنوبية، بمتوسط يتراوح بين 300 و600 وافد، معظمهم من إقليم دارفور الذي يشهد أوضاعا إنسانية متدهورة.
وأشارت المفوضية إلى أن هذا التدفق المستمر أدى إلى ضغوط شديدة على المدن الليبية المستقبِلة، حيث ارتفعت الحاجة إلى الغذاء والمياه والمأوى والخدمات الصحية، وسط تحديات أمنية واقتصادية معقدة، خاصة في العاصمة طرابلس ومحيطها.
وفي محاولة للاستجابة للأزمة المتفاقمة، كثف برنامج الأغذية العالمي عملياته الإغاثية داخل ليبيا، حيث أعلن عن توزيع 361 طنا متريا من المساعدات الغذائية على أكثر من 34 ألف لاجئ في سبعة مواقع مختلفة خلال شهر يونيو الماضي، من بينها مدينة الكفرة الواقعة جنوب شرق البلاد.
وقدر البرنامج احتياجاته التمويلية حتى نهاية ديسمبر المقبل بنحو 5 ملايين دولار إضافية، لتأمين الحد الأدنى من الدعم الإنساني للاجئين السودانيين، وفي المقابل، نجح في جمع 37 مليون دولار مخصصة لمساعدة النازحين داخليا في ليبيا.
وحذر التقرير من أن استمرار تدفق اللاجئين يشكل عبئا متصاعدا على البنية التحتية الليبية التي تعاني من هشاشة حادة بفعل سنوات من النزاع السياسي والانقسام المؤسساتي.
ورغم تصنيف ليبيا كدولة ذات دخل متوسط مرتفع، فإن ضعف إدارة الموارد وارتفاع الإنفاق الحكومي على دعم الوقود والواردات يحدّ من قدرة الدولة على الاستجابة الفعالة، في ظل واقع اقتصادي يترك شرائح واسعة من السكان على حافة خط الفقر الوطني.
تونس تستضيف تمرين “فونيكس اكسبريس 24” بحضور 12 دولة
