مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف مدّد ولاية بعثة تقصي الحقائق في السودان لعام إضافي، مؤكداً على توسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في انتهاكات المدنيين.
وصوّت 42 دولة لصالح القرار، فيما رفضته 11 دولة وامتنعت 12 أخرى عن التصويت، وأدان القرار الانتهاكات الجسيمة في السودان، داعياً إلى وقف الحرب ومحاسبة المسؤولين، وعدم الإفلات من العقاب، ودعم عملية انتقال سياسي بقيادة مدنية نحو حكومة ديمقراطية.
وحملت البعثة الجيش وقوات الدعم السريع مسؤولية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل العشوائي، الاغتصاب، التهجير، والتجويع بوصفها سلاحاً في النزاع، داعية إلى تحقيق دولي من قبل الجنائية الدولية للحد من استمرار هذه الجرائم.
وكان فريق محققي الأمم المتحدة قد أعلن في سبتمبر الماضي عن وجود أدلة على ارتكاب كلا الطرفين جرائم حرب منذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والذي أودى بحياة الآلاف.
ومن جهتها، أكدت “هيئة محامو الطوارئ” السودانية أن القرار يعكس إرادة المجتمع الدولي لحماية المدنيين ومتابعة الانتهاكات الجارية، ويؤكد الالتزام بمبدأ العدالة والمساءلة في السودان.
وأعربت عن أسفها لتصويت حكومة السودان وعدد من الدول ضد القرار، معتبرة ذلك انتكاسة أمام جهود العدالة الدولية واستمرار الحكومة في التنصل من التزاماتها الدولية.
ودعت الهيئة جميع الأطراف المتحاربة إلى التعاون مع البعثة الأممية، وضمان سلامة الشهود والمدافعين عن حقوق الإنسان، واحترام القانون الدولي الإنساني في كافة المناطق المتأثرة بالنزاع.
وتجدر الإشارة إلى أن البعثة الدولية، التي كوّنت بقرار من مجلس حقوق الإنسان في أكتوبر 2023، تتألف من ثلاثة أعضاء: القاضي التنزاني السابق محمد شاندي عثمان، والمحامية النيجرية جوي إيزيلو، والأردنية منى رشماوي، وهي مسؤولة سابقة في الأمم المتحدة، وتكلفت بالتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي المرتبطة بالنزاع المسلح في السودان.
تحذيرات أممية من تصاعد الهجمات المميتة على المدنيين في الفاشر بالسودان
