27 أبريل 2025

في واحدة من أسوأ حلقات العنف في دارفور منذ بداية الحرب في السودان، أعربت الأمم المتحدة عن صدمة عميقة إزاء تقارير تفيد بمقتل أكثر من 100 شخص، إثر هجمات دامية شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيمات نازحين مجاورة.

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، تعرضت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لهجمات جوية وبرية منسقة أول أمس الجمعة، واستهدفت أحياء مدنية ومخيمي “زمزم” و”أبو شوك”، وهما من أكبر تجمعات النازحين في الإقليم ويؤويان أكثر من 700 ألف شخص.

وأكدت التقارير الأممية مقتل ما لا يقل عن 20 طفلا وتسعة من موظفي منظمة إغاثة دولية كانوا يعملون في تقديم الدعم الطبي والغذائي للنازحين، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تفاقم أزمة الجوع وتحولها إلى مجاعة شاملة خلال أسابيع.

وفي سياق متصل، وصفت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، ما يجري بأنه “تصعيد مميت وغير مقبول”، مشددة على أن “ما حدث يمثل انتهاكا فاضحا للقانون الإنساني الدولي، ويعكس نمطا مستمرا من الهجمات الوحشية ضد المدنيين والكوادر الإغاثية”.

وطالبت نكويتا-سلامي بالوقف الفوري للهجمات، وتأمين ممرات آمنة للراغبين في مغادرة مناطق القتال، مستندة في ندائها إلى القرار الأممي رقم 2736 الذي يدعو صراحة إلى وقف استهداف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في السودان.

وفي المقابل، نفت قوات الدعم السريع، في بيان رسمي، ارتكاب أي أعمال قتل في مخيم زمزم، ووصفت مقطع الفيديو المتداول حول الحادثة بأنه “مفبرك ومسرحي”، واتهمت جهات بمحاولة تشويه صورتها.

إلا أن الجيش السوداني، أكد مقتل 74 مدنيا وإصابة 17 آخرين في مدينة الفاشر وحدها، في اليوم نفسه، مؤكدا أن الأرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار الاشتباكات.

وأشارت “تنسيقية لجان المقاومة” المحلية إلى أن عدد الضحايا يوم الجمعة فقط بلغ 57 قتيلا، بينهم 32 في الفاشر و25 في مخيم زمزم، فيما جددت قوات الدعم السريع هجماتها صباح السبت وسط دوي كثيف لإطلاق النار، بحسب إفادة سكان ومصادر ميدانية.

ويعد مخيما زمزم وأبو شوك مركزين رئيسيين للنازحين الذين فروا من موجات العنف المتتالية منذ اندلاع النزاع في دارفور، حيث نزح العديد منهم عدة مرات خلال السنوات الماضية.

وتضاعفت معاناتهم مؤخرا بعد إعلان الأمم المتحدة العام الماضي عن تسجيل أولى حالات المجاعة في مخيم زمزم، والتي سرعان ما امتدت إلى مخيمي أبو شوك والسلام، مع ترجيحات بأن تصل إلى مدينة الفاشر ذاتها في مايو المقبل.

 

اقرأ المزيد