الأمم المتحدة حذّرت من تدهور الأزمة الإنسانية في السودان، مشيرة إلى أن المدنيين يواجهون “تصعيداً مقلقاً للعنف” وانتشاراً متزايداً لوباء الكوليرا في ظل الصراع الدائر.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي نقلاً عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن “العنف ضد المدنيين ارتفع بشكل حاد في الفاشر، عاصمة شمال دارفور”، موضحاً أن “مصادر محلية أفادت بأن المدينة أصبحت الآن تحت الحصار من جميع الجهات، وأن سكانها المتبقين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه”.
وأشار دوجاريك إلى أن الأسواق باتت شبه خالية، فيما ارتفعت أسعار السلع المحدودة بشكل كبير، في وقت لا يزال وصول المساعدات الإنسانية مقيداً بشدة.
ولفت إلى أن الحواجز الترابية المحيطة بالفاشر تعيق حركة الأشخاص والإمدادات، مضيفاً أن المستجيبين المحليين أبلغوا في وقت سابق من الأسبوع عن إغلاقات جديدة للمطابخ المجتمعية التي كانت تمثل خط الدعم الأخير للعديد من الأسر.
وأوضح أن انعدام الأمن في مناطق أخرى من السودان ما زال يدفع الأسر إلى النزوح.
وفي ولاية النيل الأزرق، فرّ نحو 200 شخص من منازلهم في منطقة التضامن يوم 11 أكتوبر، مع تصاعد القتال في المنطقة.
كما أشار إلى تفاقم أزمة الكوليرا، موضحاً أنه منذ يوليو من العام الماضي سجّلت وزارة الصحة أكثر من 3400 وفاة، إضافة إلى نحو 122 ألف حالة يشتبه في إصابتها بهذا المرض المنقول بالمياه.
وحذّر المتحدث من أن معدلات الإصابة ترتفع في جميع ولايات إقليم دارفور، وأن معدل الوفيات يتجاوز بكثير عتبات الطوارئ، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وتقديم دعم دولي عاجل.
وبيّن دوجاريك أن نداء مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لجمع 4.2 مليار دولار لمساعدة السودان لم يُموّل سوى بنسبة تقل عن 27% حتى الآن، ما يزيد من صعوبة الاستجابة للاحتياجات المتزايدة على الأرض.
ليبيا.. خسائر تفوق 59 مليون دولار يومياً بسبب إغلاقات النفط
