حذّرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة من “تدهور كبير” في تغذية الأطفال وأمهاتهم في السودان الذي مزقته الحرب، ودعت إلى “تحرك عاجل”.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في بيان مشترك أن “حياة الأطفال السودانيين معرضة للخطر وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت”.
وبحسب دراسة حديثة أجرتها اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، فإن “القتال الحالي يؤدي إلى تفاقم أسباب سوء التغذية لدى الأطفال، ويؤثر خصوصاً على إمكان الحصول على الغذاء ومياه الشرب، مما يزيد من مخاطر الأمراض”.
ويزداد الوضع سوءاً جراء “عمليات نزوح جماعية للسكان، إذ يفر الكثير من الناس من مناطق النزاع”، بحسب وكالات الأمم المتحدة التي تؤكد أن “السودان يواجه خطراً متزايداً للمجاعة الناجمة عن الصراع والتي قد تكون لها عواقب كارثية، بما في ذلك فقدان الأرواح، وخصوصاً بين الأطفال الصغار”.
وأشارت الوكالات إلى أن “النزاع المستمر منذ عام أثر على إيصال المساعدات الإنسانية، ما ترك العديد من النساء والأطفال بدون إمكان الوصول إلى الغذاء الذي يتعرقل إمداده بسبب تزايد العنف والإجراءات البيروقراطية”.
وأظهرت البيانات أن سوء التغذية لدى الأطفال يصل إلى مستويات كارثية، خصوصاً في وسط دارفور (15.6% بين الأطفال دون الخامسة).
وقالت رئيسة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين: “نحن بحاجة إلى الوصول الفوري والآمن لتقديم المساعدات الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها”.
وتابعت ماكين: “حياة الملايين معرضة للخطر وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك الآن وإلا فإننا نخاطر بخسارة جيل كامل من الأطفال”.
وأكدت المنظمات في البيان أن “نافذة تجنب الأسوأ تغلق بسرعة”.
ويشهد السودان منذ أكثر من عام حرباً بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات الآلاف منذ اندلاعها في أبريل 2023، وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور وحدها، قُتل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.
الأمم المتحدة تحصي خسائر السودان بعد عام من اندلاع الحرب