05 ديسمبر 2025

المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، أطلق تحذيراً من ازدياد أعداد المهاجرين المنطلقين من ليبيا وشمال إفريقيا باتجاه أوروبا، نتيجة النقص الحاد في التمويل المخصص لوكالة شؤون اللاجئين.

وفي تصريحات نقلتها مصادر صحفية مساء الخميس، وصف غراندي التخفيضات التي طالت ميزانية المفوضية بأنها “كارثية”، مشيراً إلى أنها تدفع فعلياً آلاف المهاجرين إلى التحرك نحو السواحل الأوروبية، لعدم وجود بدائل آمنة وكافية داخل إفريقيا.

ودعا غراندي الدول الأوروبية إلى توجيه تمويلاتها نحو دعم منشآت اللجوء والبنية التحتية القائمة حالياً في الدول الإفريقية، بدلاً من ضخ الموارد في أنظمة جديدة، معتبراً أن إغفال التعامل مع الأزمات في بلدان المنشأ والممر يمثل “خطأً استراتيجياً”.

وأضاف أن هناك أدلة متزايدة على تحرك آلاف اللاجئين السودانيين شمالاً نحو ليبيا، كنقطة عبور رئيسية باتجاه أوروبا، بعد أن تضاءلت فرص بقائهم في السودان أو تشاد بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية هناك.

وأوضح المفوض الأممي أن الميزانية المخصصة لوكالته شهدت تخفيضات حادة، بدأت مع تقليص الولايات المتحدة دعمها من نحو ملياري دولار إلى 390 مليون دولار فقط هذا العام، خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، كما تبعت دول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا نفس النهج، ما فاقم الأزمة وأدى إلى تسريح نحو ثلث موظفي الوكالة، إضافة إلى إيقاف برامج بقيمة 1.4 مليار دولار.

وأشار غراندي إلى أن هذا الانخفاض الخطير في التمويل يحد بشكل كبير من قدرة المفوضية على إدارة تدفقات المهاجرين وضمان حمايتهم، لافتاً إلى أن الوضع بات يهدد بزيادة غير مسبوقة في موجات الهجرة عبر المتوسط.

وتُعد ليبيا، بحكم موقعها الجغرافي، إحدى أبرز نقاط العبور الرئيسية للمهاجرين غير النظاميين الساعين للوصول إلى أوروبا، ما جعلها في قلب الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمراقبة وضبط مسارات الهجرة.

وفي هذا السياق، أُثير جدل سياسي واسع في ليبيا مؤخراً، بعد ورود تقارير تفيد بسعي بعض المنظمات الدولية إلى تنفيذ برامج إدماج للمهاجرين داخل الأراضي الليبية، تشمل توطين الآلاف منهم، الأمر الذي قوبل بتحفظات وانتقادات في عدد من الأوساط السياسية الليبية.

ليبيا تحقق نمواً اقتصادياً في قطاع النفط والاستثمارات الخاصة

اقرأ المزيد