05 ديسمبر 2025

اتهمت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الثلاثاء، سلطات جنوب السودان بـ”نهب ثروات البلاد”، مشيرة إلى تحويل 1.7 مليار دولار لشركات مرتبطة بنائب الرئيس بنجامين بول ميل، مقابل مشاريع طرق لم تُنفذ بين 2021 و 2024.

وأوضح تقرير اللجنة، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان الأممي عام 2016، أن هذه المدفوعات تمثل “مثالاً واحداً فقط على الفساد الكبير”، في وقت تراجع فيه متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى ربع ما كان عليه عند إعلان الاستقلال عام 2011.

وأكد أن البلاد “وقعت في قبضة نخبة مستغلة رسخت النهب الممنهج لتحقيق مكاسب خاصة”.

وكشف التقرير، المكوّن من 101 صفحة، أن برنامج “النفط مقابل الطرق” التابع للحكومة استنزف نحو 2.2 مليار دولار لصالح شركات تابعة لبول ميل، بما يعادل 60% من المدفوعات الحكومية في بضع سنوات، بينما لم تُنجز سوى طرق بقيمة تقل عن 500 مليون دولار، كما لفت إلى تضخيم العقود ورفع تكاليف المشاريع على نحو مخالف للمعايير.

وأشار التقرير إلى أن “المخصصات في الموازنة السنوية للوحدة الطبية الخاصة بالرئيس سلفا كير تجاوزت ما صُرف على القطاع الصحي في كامل البلاد”، معتبراً أن أولويات الإنفاق “لا تعكس احتياجات المواطنين”، حيث لم يُخصَّص من عائدات النفط، التي تجاوزت 23 مليار دولار منذ الاستقلال، ما يكفي للتعليم أو الرعاية الصحية أو الأمن الغذائي.

وفي رد رسمي، قال وزير العدل جوزيف قنق إن التقرير “استند إلى أرقام لا تتطابق مع بيانات الحكومة”، مضيفاً أن الأزمة الاقتصادية تعود إلى “الصراع وتغير المناخ وانخفاض مبيعات النفط”، واصفاً المبالغ الواردة في التقرير بأنها “كبيرة بشكل مبالغ فيه”، وأكد التزام بلاده بتشريعات مكافحة الفساد التي أُقرت قبل الاستقلال.

ويأتي التقرير بينما يعاني جنوب السودان من أزمات متفاقمة، إذ يواجه ثلثا السكان، البالغ عددهم 12 مليون نسمة، مستويات حرجة من الجوع ، في ظل خفض المساعدات الإنسانية الأجنبية.

كما يشهد البلد اضطرابات سياسية وصراعات مسلحة منذ الاستقلال عام 2011، بينها حرب أهلية ( 2013 ـ 2018) أودت بحياة نحو 400 ألف شخص.

ورغم نفي حكومة جوبا اتهامات الفساد، فإن الأمم المتحدة شددت على أن “النهب الممنهج قوّض قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، وأسهم مباشرة في تأجيج العنف المسلح”.

إحصائيات تكشف حصيلة الضحايا المدنيين في السودان وجنوب السودان

اقرأ المزيد