18 مارس 2025

تعد مخلفات الحروب في ليبيا تهديداً خطيراً، حيث تلوث مساحة 444 مليون متر مكعب بالألغام، حيث وضح تقرير أممي أن إزالتها تتطلب 15 عاماً، مع وقوع عشرات الضحايا سنوياً وصعوبة في الحلول.

تشكل مساحات واسعة من الأراضي الليبية تهديداً خطيراً على حياة المواطنين، حيث تنتشر مخلفات الحروب التي تلوث مساحة لا تقل عن 444 مليون متر مكعب، مما يشكل كارثة حقيقية ومعضلة كبيرة لم يتمكن أحد من إيجاد حل لها حتى الآن.

وقد تفاقمت هذه الأزمة بعد صدور تقرير أممي حول وضع مخلفات الحرب في ليبيا، والذي أشار إلى أن إزالة هذه المخلفات تتطلب ما لا يقل عن 15 عاماً من العمل المتواصل دون توقف، وذلك بسبب تعقيداتها الكبيرة وعدم توفر خرائط دقيقة توضح أماكن وجودها.

ووفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة، فإن هناك ما يقارب 3 ملايين لغم أرضي مزروع في ليبيا نتيجة الحروب التي شهدتها البلاد.

وفي الوقت نفسه، أظهرت إحصائيات محلية سابقة أن حوالي 16 طفلاً لقوا حتفهم منذ بداية عام 2024 بسبب انفجارات الألغام، هذه المخاوف تأتي في ظل وضع أمني هش تعاني منه ليبيا، حيث تؤثر الآثار الجانبية لهذا الوضع على جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، على الرغم من الجهود الدولية المبذولة لحل هذه الأزمات.

وفي هذا الإطار، أكد أحمد حمزة، رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أن قدرة السلطات الليبية على إزالة مخلفات الحرب، بما في ذلك الألغام والمسوحات الميدانية الأخرى، محدودة للغاية.

وأشار إلى أن هذه المخلفات تم زرعها خلال فترة الحرب في مناطق مأهولة بالسكان وأراضٍ زراعية، مما يزيد من صعوبة التعامل معها.

وأضاف حمزة في تصريحات صحفية أن الألغام لا تزال تحصد أرواح الأبرياء في المدن الليبية، بما في ذلك العمال الوافدين الذين يعملون في مجالات البناء والمسح، بالإضافة إلى الأطفال الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، حيث اضطر بعضهم إلى بتر أطرافهم نتيجة انفجارات هذه الألغام.

وعلى الرغم من قيام الجهات المختصة في ليبيا بإزالة مخلفات الحرب من مدن مثل تاورغاء وطرابلس ودرنة وبنغازي، والتي تعد من أكثر المناطق تضرراً بالألغام، إلا أن هناك مساحات شاسعة أخرى تقدر بملايين الأمتار المربعة لا تزال تشكل تهديداً لحياة المواطنين الليبيين الآمنين.

اقرأ المزيد