22 أكتوبر 2024

تخطط بنغازي لإطلاق مشروع المنطقة الحرة المريسة، الذي يعد الأكبر من نوعه في ليبيا وشمال أفريقيا.

ويقود المشروع، الممتد على خط ساحل شمال إفريقيا، قاطرة النمو، وينقل الاقتصاد من حالته الريعية إلى حالة التنوع، مع توفير عشرات الآلاف من فرص العمل.

وتبلغ مساحة مشروع المنطقة الحرة المريسة، الواقعة جنوب غرب بنغازي، 1200 هكتار (12 كيلومتراً مربعاً)، ويضم 8 مناطق تطويرية، من بينها الميناء الرئيس والمناطق الصناعية والسياحية والذكية والإعلامية والمالية والتحويلية.

ويستهدف القائمون على المشروع تحويل الميناء الرئيس إلى بوابة تجارية تربط أسواق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط. يمثل الطريق البرّي الرابطة بين بنغازي وأجدابيا والواحات وصولاً إلى مدينة الكفرة جزءاً من شبكة مواصلات إقليمية لنقل البضائع من إفريقيا إلى الأسواق الأوروبية وبالعكس.

وتشمل البنية التحتية للمشروع على ميناء رئيس يمتد على مساحة 650 هكتاراً (6.5 كيلومتر مربع) وثمانية مراكز خدمية.

ويركز الدكتور أحمد بن عامر، رئيس اللجنة الاقتصادية للمنطقة الحرة، على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوطين الصناعات المحلية، مؤكداً أن المشروع سيوفر بيئة قانونية مرنة لجذب الشركات العالمية.

واستعانت المنطقة الحرة بشركة “موت مكدونالد” للاستشارات الدولية لوضع المخطط العام، وبتقنيات شركة “دي إل إيه بايبر” لتنظيم اللوائح.

ويعود تاريخ المشروع إلى عام 2007، حيث جرى اعتماده من قبل اللجنة العامة الليبية، ثم تعثّر حتى عام 2012، عندما تم تعيين مجلس إدارة للمنطقة.

ويعتبر المشروع جزءاً من رؤية ليبيا 2040 لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، مع دعم قطاعات السياحة والتجارة والصناعة، ويشير رئيس المنطقة الحرة المريسة أسامة الجهاني إلى دمج المطار المزمع إنشاؤه مع المنطقة الحرة، مما سيسهم في تسريع نقل البضائع وتخفيض الأسعار بنسبة تصل إلى 50%.

وتصل التكلفة الإجمالية للمشروع إلى 10 مليارات دولار، مع توقع توفير 60 ألف فرصة عمل مباشرة و420 ألف فرصة عمل غير مباشرة، كما من المتوقع أن يسهم المشروع في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 15% بحلول عام 2050.

ويعبر الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان الشحومي عن قدرة المنطقة الحرة على تقليل الاعتماد على النفط، من خلال تشجيع القطاعات الأخرى مثل التكنولوجيا والزراعة، وغم المزايا المتعددة، يشدد على أهمية تقديم حوافز مالية وإطار قانوني مرن لجذب الاستثمارات.

ويطرح رجل الأعمال حسني بي تساؤلات حول قدرة المريسة على منافسة قناة السويس، مشيراً إلى الحاجة لتغييرات استراتيجية وتمويل فعال، ويؤكد ابن عامر على أهمية تكامل المنطقة مع دول الجوار لمواجهة التحديات التنظيمية والأمنية التي قد تعترض طريق نجاح المنطقة الحرة.

 

ليبيا.. التغير المناخي والجفاف يدفعان المئات من كاباو للهجرة إلى طرابلس

اقرأ المزيد