الأطباء الشبان في تونس أضربوا أمس اليوم احتجاجاً على تأخر تطبيق اتفاق يوليو بشأن الزيادات والمنح، ورفعوا وقفة أمام البرلمان للتعبير عن رفض تعثر المفاوضات مع وزارة الصحة.
ويأتي هذا الإضراب في سياق سلسلة احتجاجات مهنية متصاعدة في تونس، شملت إضراب آلاف العمال في القطاع الخاص بصفاقس قبل يوم، إضافة إلى تحركات قطاع البنوك في الأسابيع الأخيرة، فيما تستعد قطاعات أخرى مثل الصحافة والتعليم الأساسي لإضرابات قادمة.
وأوضحت منظمة الأطباء الشبان أن السلطات تراجعت عن بنود الاتفاق الموقّع في 3 يوليو، الذي كان يشمل طرق احتساب الزيادات المحدودة في المنح وصرف منح أخرى مؤجلة منذ 2020، إلى جانب مطالب اجتماعية إضافية، معتبرة أن هذه التجاوزات تمثل “انقلاباً صارخاً على الاتفاق الوطني”.
وتواجه تونس سنوياً خسارة آلاف الأطباء الذين يهاجرون إلى الخارج بحثاً عن فرص عمل أفضل وأجور أعلى، في وقت يستمر التوتر بين اتحاد الشغل والسلطات بسبب تعطّل مفاوضات الزيادات في الأجور وسط تراجع القدرة الشرائية وارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور الخدمات العامة، خصوصاً في الصحة والنقل والتعليم.
وكانت الحكومة قد أعلنت في أكتوبر تخصيص نحو 344 مليون دولار ضمن موازنة 2026 لتمويل زيادات الأجور خلال ثلاث سنوات، إلا أن اتحاد الشغل رفض أي زيادات تُقر خارج إطار المفاوضات الاجتماعية.
وعلى صعيد آخر، تستمر احتجاجات أهالي مدينة قابس منذ أكتوبر ضد التلوث الناتج عن انبعاثات المجمع الكيميائي في غنوش، مطالبين بحلول عاجلة للضرر البيئي والصحي.
وفي هذا السياق، حمّل الرئيس التونسي قيس سعيد جماعة الإخوان مسؤولية استغلال الأزمة لتأجيج الاحتجاجات وتحويلها إلى أداة ضغط سياسي، مؤكداً أن الدولة “لا تُدار بالتدوينات أو الأكاذيب”.
أول مغامر في العالم يعبر قارة إفريقيا ركضاً (فيديو)
