في ظل التحديات المناخية المتصاعدة، تواجه ليبيا، ذات الساحل الممتد لـ 1700 كيلومتر على البحر المتوسط، خطرا متزايدا يهدد قطاعها الزراعي وأمنها الغذائي.
وقبل إعصار “دانيال” الذي ضرب الساحل الشرقي لليبيا في سبتمبر 2023، كان الحديث عن التغير المناخي محصورا في الأوساط العلمية، ولكن الإعصار وموجة الأمطار غير المسبوقة التي تبعته عبر البلاد ألقت الضوء بشكل مباشر على الخطر المحدق بالبلاد، مما دفع قضايا التكيف مع التغيرات المناخية إلى الواجهة.
وفي هذا السياق، يؤكد مدير مركز الاستشارات للعلوم البيئية بجامعة بنغازي، الدكتور سامي الأوجليعلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية للتكيف مع التطرف المناخي، وينذر ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حدة الأعاصير والفيضانات بتأثيرات سلبية على الغطاء النباتي والأمن الغذائي، خصوصا في ظل سيطرة الصحراء على 95% من مساحة البلاد.
ويشير أستاذ أمراض النبات بجامعة بنغازي، الدكتور عبد الله العلواني، إلى أن القطاع الزراعي بات يعاني بشكل متزايد، ويحتاج إلى دعم مالي وتقني لمواجهة هذه التحديات، وعلى الرغم من الإمكانيات الكبيرة لليبيا في إنتاج الزيتون والتمور، فإن التغيرات المناخية تقوض هذا النمو الاقتصادي.
ومن ناحية أخرى، تظهر الحاجة الملحة لإعادة تقييم استراتيجيات الزراعة وإدارة الموارد المائية، خاصة بعد أن سببت الفيضانات والأمطار الغزيرة تشكيل مستنقعات وانتشار الحشرات والأمراض التي لم تكن معروفة سابقا في ليبيا.
ويشدد أستاذ الاقتصاد بجامعة درنة الدكتور زياد أبو شيحة، على أهمية الاهتمام بالقطاع الزراعي، الذي تم إهماله لعقود، وإعادة النظر في سياسات دعم المزارعين واستصلاح الأراضي.
الأمم المتحدة تؤكد التزامها بدعم مشاركة المرأة الليبية في العملية السياسية