23 مارس 2025

اكتشف فريق بحث دولي بقيادة الدكتورة سوزانا مايدمنت وعلماء مغاربة أقدم ديناصور من فصيلة “سيرابودا” في العالم، يعود إلى 168 مليون سنة، في منطقة بولحفا بالمغرب، ويعد هذا الاكتشاف إضافة نوعية للتراث الجيولوجي المغربي.

أوضح البروفيسور إدريس وغاش، أحد أعضاء فريق البحث وأستاذ بكلية العلوم ظهر المهراز في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن عملية البحث بدأت عام 2018 في إطار اتفاق تعاون بين الجامعة المغربية ومتحف التاريخ الطبيعي بلندن.

وأشار إلى أن الفريق عثر على الجزء العلوي من عظمة الفخذ الأيسر لديناصور “سيرابودا” في يونيو 2022، وخضعت العينة لفحوصات ودراسات مكثفة قبل الإعلان الرسمي عن الاكتشاف.

أكد وغاش أن هذا الاكتشاف يُعد إضافة نوعية للتراث الجيولوجي المغربي، حيث يعود الديناصور إلى فصيلة “أوغنيتيشيان سيرابود”، التي تنحدر منها فصيلة الطيور.

وأشار إلى أن المفاجأة تكمن في أن هذا الديناصور يعود إلى العصر الجوراسي المتوسط، تحديداً العصر الباطوني، مما يجعله أقدم من أي اكتشاف سابق لفصيلة “سيرابودا”.

لفت البروفيسور إلى أن هذا الاكتشاف هو الثاني من نوعه في العالم، بعد اكتشاف مماثل في المملكة المتحدة، لكنه يتفوق عليه بأكثر من 3 ملايين سنة. كما أشار إلى أن الاكتشافات السابقة في المنطقة، مثل ديناصور “أنكيلوزور” الذي أُطلق عليه اسم “سبيكوميلوس أفير”، وديناصور “ستيكوزور” المعروف باسم “أدرا تيقليت بولحفا”، ساهمت في فهم تطور الديناصورات في العصر الجوراسي.

وأكد الفريق العلمي في الدراسة المنشورة بالجمعية الملكية للعلوم أن هذا الاكتشاف ساهم بشكل كبير في فهم المراحل الأولى لتطور ديناصورات “سبيرادورا”، التي كانت منتشرة عالمياً خلال العصر الطباشيري.

وأشاروا إلى أن منطقة الأطلس المتوسط في المغرب تُعد من أهم المناطق لاكتشاف ديناصورات جديدة تعود إلى العصر الجوراسي الأوسط.

كشف مصدر مطلع عن استعداد فريق علمي مغربي لإنشاء متحف خاص لعرض آثار الديناصورات وتاريخ النباتات في المغرب، بهدف الحفاظ على هذا التراث الجيولوجي الهام.

كما يتم العمل على مشروع جيوبارك في منطقة بولمان، والذي يهدف إلى تعزيز البحث العلمي والسياحة الجيولوجية في المنطقة.

وضم فريق البحث كلاً من الدكتورة سوزانا مايدمنت، والبروفيسور إدريس وغاش، وريشتارد باتلر، وخديجة بومير، وأحمد أوسو، وكوثر الشراي، وعبد السلام الخنشوفي، وبول باريت.

ويعكس هذا الاكتشاف التعاون الدولي في مجال البحث العلمي، ويؤكد أهمية المغرب كمنطقة غنية بالتراث الجيولوجي والحفريات.

اقرأ المزيد