05 ديسمبر 2025

الاكتشاف الأثري في صحراء البيوضة بالسودان كشف عن قبر يعود لحقبة كرمة (2050–1750 ق.م)، وُجد فيه وعاء يحوي بقايا نباتات وعظام وحشرات يُرجح أنها من طقس جنائزي فريد، واحتوى القبر على هيكل لرجل مع خرز وأوانٍ، ما يوفر أول دليل على طقوس جنائزية في كرمة.

كشف فريق من علماء الآثار عن اكتشاف أثري نادر في صحراء البيوضة شمال شرق السودان، يعود للفترة الممتدة بين عامي 2050 و1750 قبل الميلاد، ويلقي الضوء على طقس جنائزي غير مسبوق في حضارة مملكة كرمة النوبية القديمة.

العلماء عثروا داخل قبر منفرد على وعاء خزفي يضم بقايا محترقة من نباتات وخشب وعظام حيوانات وحشرات، ورجّح الباحثون أن تكون هذه البقايا ناتجة عن مأدبة جنائزية قديمة جرت قبل دفن صاحب القبر.

ووصف الباحث هنريك بانر الاكتشاف بأنه “ظاهرة فريدة لا شبيه لها في السجلات الأثرية”.

واحتوى القبر أيضاً على هيكل عظمي لرجل في متوسط العمر، وُضعت خلف رأسه أوانٍ خزفية و82 خرزة زرقاء حول عنقه، في دلائل تشير إلى أنه لم يكن من الطبقات العليا، فيما بدا محتوى أحد الأوعية استثنائياً، إذ جمع بين حبوب كالعدس والفول، وخشب السنط، وعظام حيوانات، إضافة إلى براز متحجر وحشرات صغيرة.

وتبين من الدراسة أن الوعاء لم يتعرض للنار مباشرة، ما يدل على أن المواد وُضعت فيه بعد احتراقها في مكان آخر، في ممارسة جنائزية غير معروفة سابقًا.

كما أظهرت البقايا النباتية أن المنطقة كانت أكثر خصوبة ورطوبة في تلك الحقبة، في بيئة قريبة من السافانا، بخلاف طبيعتها الصحراوية اليوم.

ويمثل هذا القبر أول دليل مباشر على طقوس جنائزية في مملكة كرمة، ويعد خطوة مهمة نحو فهم أعمق للحياة الاجتماعية والمعتقدات في إحدى أقدم حضارات إفريقيا.

فيلم سودان يا غالي يسلط الضوء على الثورة السودانية في مهرجان مراكش السينمائي

اقرأ المزيد