عثر باحثون على دلائل رسوبية في مناطق بالساحل التونسي تأثرت بموجات تسونامي ناجمة عن زلزال قوي حدث قبل ما يزيد عن 1600 عام.
ووقع الزلزال في القسم الشرقي من البحر المتوسط، قرب سواحل جزيرة كريت اليونانية، وأدى لحدوث تسونامي على السواحل المصرية والليبية المقابلة للجزيرة اليونانية.
وشارك علماء تونسيون، بإشراف الديوان الوطني للمناجم وبالتعاون مع العالم الجزائري في جيولوجيا الزلازل، الدكتور مصطفى المغراوي، إلى جانب باحثين إيطاليين، في هذا الاكتشاف الذي تم نشر نتائجه على موقع “ساينتفك ريبورتس” العلمي.
وتم العثور على أدلة تسونامي عبر فحص الطبقات الرسوبية بالقرب من السواحل التونسية الواقعة على ارتفاعات منخفضة مقارنة بمستوى سطح البحر، ما يجعلها أكثر عرضة لتأثيرات تسونامي.
وتتكون هذه الرواسب من طبقات فوضوية تتراوح سماكتها بين 10 و70 سنتيمترا، مكونة من حصى ورمل مختلط بقطع من الأصداف والفخار الروماني المتناثر بشكل عشوائي.
ويعتبر المزيج العشوائي للرواسب دليل على حدوث كارثة، حيث قام الباحثون بتحليل عينات من ثلاث طبقات رسوبية باستخدام تقنية الكربون المشع 14C لتحديد عمر الترسبات وتوقيت الحدث الزلزالي.
وأظهرت النتائج أن الفخار الأثري المكتشف ضمن هذه الطبقات يرجع تاريخه إلى ما بين القرن الأول والرابع الميلادي، وتم تحديد تاريخ تكون الترسبات بين الأعوام 286 و370 ميلادية.
وتعزز نتائج البحث فرضية انتماء الترسبات إلى الفترة ذاتها التي شهدت زلزال كريت العظيم، والذي لم يُسجل في التاريخ المواكب له أي حدث زلزالي مماثل.
ووجد الدكتور نجيب البحروني، الباحث الرئيسي للدراسة، ترسبات مشابهة تعود لنفس الحدث في جزيرة جربة وخليج قابس وعلى سواحل سوسة ونابل، بالإضافة إلى مدينة صبراتة الليبية.
كما تم العثور على أدلة تاريخية تدعم الصلة بين الترسبات المكتشفة وأمواج تسونامي الناجمة عن زلزال كريت.
وتشير الوثائق إلى تضرر عددا من المدن الرومانية على الساحل الشرقي لتونس خلال النصف الثاني من القرن الرابع، وتكشف الحفريات في مدينة طينة، الواقعة جنوب صفاقس اليوم، وفي مدن أخرى عن آثار ترميمات للمباني تعود لتلك الفترة.
محللون: هناك من وضع العراقيل لباتيلي لكي لا يتم استبدال حكومة الدبيبة