05 ديسمبر 2025

اكتشف فريق متخصص في التعدين شبكة واسعة من الكوارتز الحامل للذهب في كلميم بالمغرب، تحتوي على تراكيز تتراوح بين 6 و300 غرام للطن، ويؤكد الخبراء أن هذا الاكتشاف يعزز مكانة المغرب في التعدين العالمي.

في عمق الصحراء المغربية، حيث تمتد الرمال الذهبية تحت شمس حارقة، أعلن فريق من الجيولوجيين عن اكتشاف من شأنه تغيير المشهد التعديني في شمال إفريقيا. ففي منطقة كلميم، كشف العلماء عن شبكة واسعة تضم 34 عرقاً من الكوارتز الحامل للذهب، بتراكيز مذهلة تصل إلى 300 غرام للطن الواحد.

هذا الاكتشاف الاستثنائي، الذي وثقته مصادر متخصصة، يمتد إلى أعماق تتجاوز مائة متر تحت سطح الأرض، بعرض يصل إلى متر ونصف، مما يجعله واحداً من أهم الاكتشافات المعدنية في العقد الحالي.

لكن الأهمية الحقيقية لهذا الكنز المدفون تتجاوز قيمته المادية، لتمتد إلى أبعاد تاريخية وثقافية، حيث تشير الدلائل إلى أن هذه العروق كانت المصدر الأساسي للذهب الغريني الذي غذى شبكات التجارة العابرة للصحراء لقرون طويلة.

التحاليل المخبرية أكدت جودة استثنائية لهذه الرواسب، حيث تعتبر التراكيز التي تتجاوز 10 غرامات للطن عالية الجودة وفق المعايير العالمية، مما يضع المغرب أمام فرصة تاريخية للتحول إلى لاعب رئيسي في سوق الذهب العالمي.

هذا الاكتشاف يأتي في وقت استراتيجي حيث تسعى المملكة لتعزيز موقعها في الخريطة التعدينية العالمية، مدعومة ببنية تحتية متطورة وقرب جغرافي من الأسواق الأوروبية، إضافة إلى إطار قانوني حديث يجذب المستثمرين الدوليين.

الدكتور هيثم السفياني، الخبير في اقتصاديات التعدين، يرى أن هذا الاكتشاف “ليس مجرد حدث جيولوجي عابر، بل بوابة لمرحلة جديدة من التصنيع المعدني الذي يمكن أن ينقل المغرب إلى مصاف الدول المنتجة للذهب”.

لكنه يحذر في الوقت نفسه من ضرورة التعامل مع هذه الثروة برؤية متكاملة تراعي الجوانب البيئية والاجتماعية، خاصة في منطقة حساسة مثل كلميم.

على الصعيد الاستراتيجي، يأتي هذا الاكتشاف ليعزز توجه المغرب نحو تنويع موارده المعدنية، في إطار سعيه ليكون فاعلاً رئيسياً في التحول الطاقي العالمي.

فبالإضافة إلى الذهب، تمتلك المملكة ثروات متنوعة تشمل الفوسفات والنحاس والليثيوم وعناصر الأرض النادرة، مما يجعلها وجهة جذابة للاستثمارات الدولية في قطاع التعدين.

كما يفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة للتنمية الاقتصادية في المناطق الجنوبية، مع إمكانية خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز سلاسل القيمة المحلية.

لكن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية تحويل هذه الثروة الطبيعية إلى محرك للتنمية المستدامة، يحفظ حقوق الأجيال القادمة ويحافظ على التوازن البيئي الهش في المنطقة.

هذا الاكتشاف التاريخي لا يضع المغرب على خريطة منتجي الذهب فحسب، بل يعيد إحياء تراث تعديني عريق، ويمهد الطريق لعهد جديد من الازدهار الاقتصادي القائم على إدارة مستدامة للموارد الطبيعية.

منتخب مصر للناشئين يستهل مشواره في تصفيات شمال إفريقيا بمواجهة قوية

اقرأ المزيد