تحول قطع الأشجار إلى مصدر تمويل رئيسي للجماعات المتطرفة في مالي التي كانت تعتمد على الدعم الخارجي، وأصبحت الآن تستغل الثروات الطبيعية وخاصة الأخشاب لتمويل عملياتها.
وأورد معهد الدراسات الأمنية الجنوب إفريقي، أن قطع الأشجار غير القانوني جلب ما يقارب 13.8 مليون دولار بين عامي 2019 و2021، وشكل دعما ماليا للمنظمات المتطرفة مثل جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، حيث استفادت الجماعة من هذا النشاط لتوسيع نفوذها في مناطق مثل موبتي وسيغو وتمبكتو.
وتوفر الغابات أيضا ملجأ للجماعات المتطرفة، حيث وسعت نفوذها إلى جنوب وغرب مالي، مستقرة تدريجيا في محميات طبيعية مثل “باولي”، حيث يسيطر المتطرفون على هذه المناطق ويفرضون رسوما على القاطعين غير القانونيين للأشجار.
ويلقي التقرير الضوء على التحديات الأمنية الرئيسية، مثل الصراع مع الانفصاليين الأزواد الذين يسعون لاستقلال شمال مالي.
ويشير أيضا إلى مشكلة الفساد، حيث يغض موظفو الغابات والخدمة المدنية الطرف عن الاستغلال والتصدير غير القانونيين للأخشاب، ما يسهل تجارة خشب “كوسو” المحمي إلى الصين عبر ميناء داكار بالسنغال، ويسهم في إزالة الغابات وتدهور البيئة في مالي.
وتشهد مالي صراعا مسلحا منذ عام 2012، يتسم بتعدد الجهات الفاعلة وتشابك الأسباب وتشمل الأطراف الرئيسية في الصراع الحكومة المالية التي تسعى لاستعادة سيطرتها على كامل البلاد، في وقت تنشط العديد من الجماعات المسلحة في مالي ويدعو بعضها إلى الانفصال، والبعض الآخر يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية.
النيجر وتشاد ومالي وبوركينا فاسو تنخرط في مبادرة لتعزيز وصول دول الساحل للمحيط الأطلسي